الدم ، ومن لا تقبل صلاته ، ولم يحارب الرجلان حربا مشروعا واقعا على تنزيل القرآن أو تأويله ، فإنّهما عزلا من له المنصب والحرب الإلهيّة ، وحاربا بلا أمر منه ، فكانا كمن عزل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وحارب باستقلاله.
الثالث : إنّ جوابه عن الإشكال الثالث بدعوى ثبوت الاستخلاف بالوصف والأمر ، غير صحيح ؛ لأنّا لو لم نقل بالنصّ على أمير المؤمنين عليهالسلام فلا دليل على الاستخلاف أصلا ، لا بالتعيين ولا بالوصف ، كما هو ظاهر ..
ولا بالأمر بالاختيار ؛ إذ غاية ما استدلّوا به على الأمر بالاختيار هو الإجماع ، وقد أوضحنا لك كذبه في أوائل مباحث الإمامة (١).
وقوله : « وعلى هذا الوجه قالوا في أبي بكر : يا خليفة رسول الله »!! تخمين محض ، وفرية (٢) أخرى ، كما سيأتي إن شاء الله تعالى في أوّل مآخذ أبي بكر.
الرابع : إنّ دعواه ـ في الجواب عن الرابع ـ مجازية حمل الجمع على الفرد مسلّمة ، لكن لا بدّ من المصير إلى هذا المجاز ؛ لقيام القرينة عليه ، كالرواية التي سمعتها ، الدالّة على النزول بأمير المؤمنين ، وكنسبة الاستخلاف إلى الله لا إلى الناس ، وكالقرينة العقليّة المانعة من النزول في الثلاثة ، كعدم تمكينهم من الدين ونحوه.
الخامس : إنّ ما ذكره من الوجهين لإبطال الخامس ليس في محلّه ..
أمّا الوجه الأوّل ؛ فلصحّة خطاب الجمع بحضور البعض ، تغليبا
__________________
(١) انظر : ج ٤ / ٢٤٨ وما بعدها.
(٢) الفرية : الكذب أو الافتراء ، وافتراه : اختلقه ؛ انظر : لسان العرب ١٠ / ٢٥٦ مادّة « فرا ».