رَبِّهِ )، لا إلى « البيّنة » ، وإن احتمل بعيدا رجوعه إليها باعتبار أنّها بمعنى البرهان.
والمراد من تلوّه له : تعقّبه إيّاه ، إمّا في القيام مقامه بصيرورته خليفة له ..
أو في كونه مثله على بيّنة من ربّه ..
أو في كونه ظهيرا له على دعوته ، كما ورد عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه دعا ربّه أن يشدّ أزره بعليّ ، ويشركه في أمره ، فكان منه بمنزلة هارون من موسى (١).
وعلى جميع الاحتمالات ، فالآية تدلّ على المطلوب ..
أمّا على الأوّل ؛ فظاهر ..
وأمّا على الثاني ؛ فلأنّ المراد بكون النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم على بيّنة من ربّه :
إمّا كونه ذا برهان على ما يدّعيه ؛ لثبوت المعجزة له من الله تعالى ..
أو كونه عالما بأنّ منزلته بجعل من الله تعالى.
وعلى الوجهين : فالتالي له ـ أي المماثل له في ذلك ـ لا بدّ أن يكون هو الإمام من عند الله تعالى ؛ لأنّ من يحتاج إلى البيّنة والإعجازهو النبيّ أو الإمام من الله تعالى ، ومن يعلم بأنّ منزلته من الله سبحانه لا بدّ أن يكون منصوصا عليه.
وأمّا على الثالث ؛ فلأنّ عليّا إذا كان هو الظهير لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في نشر دعوته كهارون من موسى ، كان أولى الناس بخلافته.
__________________
(١) انظر : فضائل الصحابة ـ لأحمد بن حنبل ـ ٢ / ٨٤٣ ـ ٨٤٤ ح ١١٥٨ ، شواهد التنزيل ١ / ٣٦٨ ـ ٣٧١ ح ٥١٠ ـ ٥١٣ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٥٢ ، تفسير الفخر الرازي ١٢ / ٢٨ ، الدرّ المنثور ٥ / ٥٦٦.