يظهر شعاع شمس حتى يتجه نحوه فاغرا فاه وحيثما استدارت الشمس دار معها هو أيضا. وهو يبدّل لونه باختلاف الأمكنة التي يوجد فيها : فإذا كان فوق أرضية سوداء ، يصح اسود ، واذا كان فوق مكان اخضر ، صار اخضر ، وهكذا دواليك بالنسبة لبقية الألوان. وقد قمت بنفس التجربة. وهو العدو اللدود للأفاعي السامة. فعندما يرى واحدة منها نائمة تحت شجرة ، يصعد حالا ، الى الشجرة ويختار مكانا يكون فيه تماما فوق رأس الأفعى. وعندئذ يبصق شريطا من لعاب مماثل للعاب الضفدع ، شريط تؤلف نهايته قطرة مشابهة لحبة لؤلؤ صغيرة. وإذا رأى أن الشريط لا يهبط بخط مستقيم على رأس الأفعى ، انتقل إلى أن تسقط هذه القطرة على رأس الحيوان ولهذه القطرة خاصية النفوذ في رأس الأفعى وبمجرد أن تلمسه تقتله. وقد قال كتابنا الأفارقة كثيرا من الأشياء عن خصائص وفوائد الحرباء ولم أعد أتذكرها الان (٩٣).
* * *
الطيور
النعام
لنتكلم أيضا شيئا يسيرا عن الطيور.
فالنعام طير وحشي كبير الجثة ، له تقريبا شكل أوزّة. ولكن لها قائمتان ورقبة طويلة للغاية. ولبعضها رقبة تبلغ ذراعين طولا (٩٤). وكذلك طول الساقين أيضا وجسم النعام ضخم ، ويزدان الجناحان بريش كبير. ولهذا تعجز عن الطيران ، ولكن عند ما تركض ، فهي تستعين بضرب جناحيها والذيل. وريشها أسود وأبيض كريش اللقلق. وتعيش عادة في الصحارى المتجففة حيث لا يوجد ماء. وتضع بيضها في الرمل ، ما بين عشر إلى اثنتي عشرة بيضة ، ويبلغ حجم البيضة حجم قذيفة مدفع من وزن خمسة عشر إلى ستة عشر رطلا (٩٥). ولكن النعامات الشابة تضع بيضا أصغر
__________________
(٩٣) الحرباء هو بالتأكيد من أكثر الحيوانات غرابة وأكثرها استثارة للفضول عند ملاحظته. ولكن لا رأي فيما ذكره المؤلف عن طريقة قضائها على الأفاعي السامة ، ونترك مسئولية هذه الحقيقة على المؤلف نفسه. وهذا الحيوان أساسا هو من آكلات الحشرات.
(٩٤) ٣٤ ، ١ م.
(٩٥) من ٥ إلى ٥ ، ٥ كغم.