السنة وتعتبر غذاء لذيذا جدا.
ويوجد على سفح الجبل عدة مناجم حديد. ويصنّع هذا الحديد وتعمل منه سبائك تحذى بها الخيل. وتستعمل نفس السبائك نقودا إذ لا توجد عملة في هذه البلاد ، أو لا يوجد منها سوى القليل. ومع هذا يجني هؤلاء الجبليون من هذا الحديد دخلا لا بأس به لأنهم يبيعون منه كمية كبيرة. كما يصنعون منه أيضا خناجر ، ولكنها لا تقطع شيئا. وتصنع النسوة خواتم من حديد ، وأقراطا منه في آذانهن. ولباسهن أردأ من لباس الرجال. وهن يقصدن الغابة باستمرار ليجمعن منها حطبا ويسمن فيها أنعامهن ، والتعليم معدوم فيما بينهم ؛ فليس ثمة شخص يعرف القراءة. وهم كالأنعام بل هم أضل. لا تفكير لديهم ولا ذكاء.
جبل سليليو
سليليو (٥٤٠) جبل مكسو بغابة من أشجار بلوط كبيرة. ويوجد فيه الكثير من العيون. وليس للسكان أي بيت من حجر ، فكل أكواخهم من قصب ويستطيعون نقلها من مكان لآخر ، ويضطرون الى مغادرة الجبل في الشتاء كي يعيشوا في السهل. وحينما يقترب الصيف في أواخر شهر أيار (مايو) يغادر العرب الصحراء كعادتهم. وحينئذ يرجع اهل سليليو الى جبلهم ، ويكون لعودتهم هذه فائدة مزدوجة لهم. فهم يبعدون بذلك عن العرب ، وهم من جهة اخرى يقضون الصيف في طقس بارد نوعا ما ، وهذا مفيد لهم ولأنعامهم ، لأن لديهم قطعانا كبيرة من الضأن والمعز ، وعند اقتراب الشتاء يرجع العرب الى الصحراء لانها اكثر دفئا ولأن ابلهم لا تعيش في المناطق الباردة. وفي هذا الجبل الكثير من الاسود ومن الفهود والقردة ، وتشبه هذه القردة عند رؤيتها جيشا تحت السلاح لكثرة اعدادها.
وهنا يقع نبع ضخم ينبجس منه الماء لدرجة بالغة من العنف حتى إن أحدهم رمى بحجر ثقيل يبلغ وزنه مائة رطل (٥٤١) في الفتحة التي يتدفق منها الماء فانقذف الحجر
__________________
(٥٤٠) سليليو. ويسميه احد المؤلفين البرتغاليين سيليغو ، ويطلق هذا الاسم على بلدة واقعة على نهر سبو. ولقد سألنا احد المواطنين هناك فقال مشيرا الى احدى الذرى التي تحاذي الضفة اليمنى لوادي المدز وهو أحد فروع نهر سبو العليا ، وتحمل اسم سيليليو.
(٥٤١) ٤٠ كجم