الف دينار في السنة ، ولكن على شرط أن يأتي شخصيا لاستلام هذه الضريبة.
وقد ذهب ملك تونس الحالي (٨٤) اليها مرتين. ويوجد حول طوقورت بضعة قصور وقرى ، وكذلك اماكن مسكونة على مسافة تمتد حتى ثلاثة او اربعة ايام مشيا (٨٥). وكل من هذه تتبع امير طوقورت الذي ينال بذلك مقدار مائة وثلاثين الف دينار من العوائد. ولهذا الامير حرس من الفرسان ، ومن راشقي السهام (الرماة) ومن حملة البنادق الأتراك : ويعطي لهم مرتبا طيبا كي يظل كل واحد منهم في الخدمة بمحض ارادته. وهو شاب طيب القلب وكريم يدعى عبد الله وقد كانت لي علاقة به ووجدته لطيفا حقا ، وديعا ومرحا للغاية ، ينظر للغرباء نظرة طيبة (٨٦).
ورقلة
وهي مدينة قديمة جدا بناها النوميديون في صحراء نوميديا. ولها جدار سور من اللبن ، وبيوت جميلة حولها في واحة نخيل واسعة. وتقوم الى جوارها بضعة قصور وعدد لا يحصى من القرى. ويكثر في هذه المدينة الصناع ، وسكانها من كبار الاغنياء لأنهم على علاقة بمملكة آغادس. ونجد بين ظهرانيهم الكثير من الباعة الغرباء عن البلاد ، ولا سيما القادمين من قسنطينة ومن تونس. ويجلب هؤلاء الى ورقلة منتجات بلاد البربر كي يتبادلوها بالسلع التي جلبها تجار بلاد السودان.
وتفتقر البلدة كثيرا الى القمح واللحم. ويؤكل لحم الجمل ولحم طير النعام. وأكثرية الرجال سود ، وليس ذلك بسبب المناخ ، ولكن لأن لهؤلاء الناس الكثير من الجواري ذوات اللون الاسود ، ويتخذونهن سريات لهم ، فيرث اولادهم الوان أمهاتهم ، ويخصون الغرباء باستقبال طيب لأنهم لا يملكون شيئا سوى ما يأتيهم به هؤلاء وخاصة فيما يتعلق بالقمح ، واللحم المملح ، والسمن ، والأقمشة الصوفية والكتانية ، والاسلحة ، والمدى ، وبالجملة كل ما هم بحاجة اليه.
__________________
(٨٤) ابو عبد الله محمد.
(٨٥) حتى الريغ او ريغ.
(٨٦) يظهر أن المؤلف صادف هذا الشاب في بلاط ملك تونس وانه هو الذي خدعه بوصف طوقورت بهذه المظاهر.