ميلا تقريبا من تاوريرت (٥١١). وقد كان هذا القصر قلعة بني مرين. وهنا كانت هذه القبيلة تحفظ غلالها في العصر الذي كانت تسكن في أثنائه الصحراء (٥١٢). وقد تحولت إلى إمارة على يد أبي عنان ، خامس ملك من أسرة المرينيين (٥١٣) في هذا السهل المحيط بهذا القصر. ولا يوجد سوى القليل من الأراضي الصالحة للزراعة. فلا يرى فيه سوى بضع حدائق صغيرة مزروعة بالكروم والدراق والتين. ونظرا لوقوع هذا القصر في قلب الصحراء ، فإن هذه الحدائق تظهر في هذا المكان وكأنها جنة آدم.
وسكان جرسيف أجلاف يفتقرون لأبسط مبادىء التربية. عملهم الوحيد هو حراسة الحب المخزون في القصر لحساب سادتهم العرب. ومنظر المدينة ، كما يتراىء من خارج القصر ، منظر شنيع. حتى ليخيل للناظر انها عشش محروقة ، ذات جدران متهدمة سوداء ؛ ومساكن مسقوفة بحجارة سوداء.
مدينة دبدو
دبدو مدينة قديمة بناها الأفارقة فوق سفح جبل عال منيع جدا بتحصيناته الطبيعية. ويسكن المدينة فرع من قوم زناته. وتنحدر من سفوح الجبل بضعة جداول تخترق دبدو. وتقع المدينة على مسافة خمسة اميال (٥١٤) من السهل ، ولكن لا يعتقد انها تبعد اكثر من ميل ونصف الميل عندما ينظر اليها من حضيض الجبل. ويمتد الدرب المؤدي إليها بمنعطفات عديدة يجب أجتيازها على خاصرة الجبل حتى يمكن الوصول اليها. وتقع كل الأراضي المزروعة فوق المرتفعات ، لأن السهل المحيط بالبلدة قاحل تماما. وهناك بعض مزارع الأشجار الصغيرة على ضفاف جدول يجري في سفح الجبل ، غير ان المزروعات القائمة فوق المرتفعات لا تكفي لسد نصف معيشة سكان المدينة ، ولهذا يجلب اليها القمح من كورة تازة.
وقد بنيت دبدو لتكون قلعة لفخذ من قبيلة بني مرين على أثر تقسيم مناطق الغرب على يد عبد الحق وكانت المنطقة التي تقع فيها دبدو من نصيب قبيلة تدعى بني
__________________
(٥١١) ٤٠ كم.
(٥١٢) قبل ١٢١٧ م.
(٥١٣) ابو عنان فارس. سابع سلطان مريني بين ١٣٤٨ و ١٣٥٨ م.
(٥١٤) ٨ كم.