المدعوين اثنتا عشر قصعة فوق مائدة خشبية مدورة ويقدم طعام يكفي لاثني عشر شخصا.
تلك هي العادات السائدة لدى الأشراف ولدى التجار. ولكن بين عامة الشعب يقدم حساء مصنوع من خبز خفيف يماثل «المكرونة» يغمس في مرق اللحم المقطع إلى قطع كبيرة. ويقدم الحساء في وعاء كبير تسبح فيه قطع اللحم ويأكل المدعوون دون ملعقة ، بالأيدي ، بمعدل عشرة أشخاص حول كل وعاء.
هذا وتقضي العادة أيضا أن تصنع وليمة عندما يتم ختان الولد الذكر ، والذي يتم عادة في سابع يوم بعد ولادته. ففي هذا اليوم يدعو الوالد الحلاق كما يدعو أصدقاءه ويعمل لهم وجبة. وعند إنتهاء الطعام يقدم كل من المدعويين هدية للحلاق. فبعضهم يقدم دينارا ، والبعض دينارين ، أو أكثر وأقل حسب مستواه. ويقوم أحدهم بلصق هذه الدراهم فوق وجه صبي الحلاق ، ويعلن الصبي اسم المعطي ويشكره. وبعدئذ يقوم الحلاق بختان الطفل. ولكن عند ولادة ابنة لا يبدي أهلها مثل هذه البهجة.
العادات الأخرى المعهودة في الأعياد
طريقة البكاء على الموتى
لا تزال في فاس رواسب من عادات خلفها النصارى. ففيها يتلفظون ببعض الأقوال التي لا يعرفون لها معنى. فمن عادتهم ليلة ميلاد عيسى عليه السلام أن يأكلوا نوعا من حساء مصنوع من خضر متنوعة كالقرنبيط واللفت والجزر وسواها. ويطبخون عدة أنواع من الخضر ، سوية على حالها ، كالفول والحمص وحبوب القمح ويأكلون هذه الأطعمة في تلك الليلة ، كما لو كانت حلوى لذيذة. ويضع الأطفال في أول يوم من العام الجديد أقنعة على وجوههم ويقصدون بيوت الأشراف يتسولون الفواكه وهم ينشدون أغانيهم الصبيانية.
ويوقد الناس في كل الأحياء في يوم القديس حنا نارا كبيرة وقودها القش (١٧٢).
__________________
(١٧٢) ويقع في ٢٤ حزيران (يونية).