الأسبوع. ولكن الأشراف يتناولون اللحم مرتين في اليوم حسب شهيتهم. وهناك ثلاث وجبات يومية. فوجبة الصباح خفيفة جدا تتألف من الخبز والثمار ومن حساء من دقيق القمح مائع تقريبا. أما في الشتاء فيتناولون ، بدل الحساء ، شوربة القمح المطبوخة مع اللحم المملح. وعند الظهيرة تؤكل أيضا أطعمة خفيفة كالخبز والسلطة والجبن أو الزيتون. ولكن في الصيف تكون هذه الوجبة أكثر تغذية. وفي المساء ، يأكلون نفس الأشياء الخفيفة ، أي الخبز مع البطيخ أو مع العنب أو مع الحليب. ويتناولون في الشتاء اللحم المسلوق مع وجبة تدعى الكسكسي ، التي تصنع من عجينة تحول إلى حبيبات من حجم حبة الكزبرة ، ثم تطبخ هذه الحبيبات في قدر مثقوب يتلقى بخارا من قدر آخر في أسفله (١٦٧). ويضاف لهذه العجينة ، بعد نضجها ، السمن ثم تسقى بالمواد المغلية مع اللحم. وليس من عادتهم أكل اللحم المقلي. تلك هي طريقة معيشة عامة الشعب. أما كبار الشخصيات ، كالشرفاء المتقدمين في السن ، والتجار ورجال الحاشية ، فيعيشون بصورة أفضل من ذلك وأكثر ترفا. ولكن تبدو طريقة الأفارقة بائسة حقا ، بالموازنة مع أسلوب الحياة الدارجة بين نبلاء أوربا ، بل رديئة. وليس هذا عائدا لقلة كمية الأغذية فحسب بل للعادات الخشنة والخالية من النظام في تناول طعامهم. فهم يأكلون على الأرض ، أو فوق موائد واطئة ، بدون «فوطة» ، ولا أي سماط من أي نوع كان ، ولا يستخدمون أية أدوات إلا أيديهم. وعندما يأكلون الكسكسي ، يتناول كل الضيوف طعامهم من نفس الجفنة دون ملعقة. وكذلك الحال بالنسبة إلى اللحم والحساء ، أي من نفس القصعة ، ويأخذ كل واحد منهم قطعة اللحم التي تروق له ويضعها أمامه دون تقطيع. ولا تستخدم السكين بل يقطع اللحم بالأسنان قدر الاستطاعة مع احتفاظ الباقي باليد.
وهم يأكلون على عجل (١٦٨). ولا يشرب أحد قبل أن يشبع ، وعندها يرتوي من طاسة ماء سعتها بوكال (١٦٩). تلك هي العادة الدارجة. ولكن هناك بعض العلماء الذين يتمتعون ، بمستوى معيشة أفضل. ولكن نستطيع أن نخلص إلى القول بأن أدنى وجيه متوسط في إيطاليا يعيش بترف يفوق أكبر أمير إفريقي.
__________________
(١٦٧) وتدعى هذه القدر المزدوجة الكسكاسة في بلاد المغرب ، وتخصص السفلى لسلق اللحم والخضار والفلفل الأحمر» (المترجم).
(١٦٨) «أي حسب المثل الدارج : كل أكل الجمال وقم قبل الرجال» (المترجم).
(١٦٩) أي ٨٢٣ ، ١ لترا.