وذكر أيضا بترجمة يحيى بن يمان حديثا وقال : « حسّنه الترمذي مع ضعف ثلاثة فيه ، فلا يغترّ بتحسين الترمذي ، فعند المحاقّة غالبها ضعاف » (١).
وقال أيضا بترجمة كثير بن عبد الله المزني : « لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي » (٢).
فإنّهم ذكروا أنّه ناصبيّ معلن به (٣) ، كما ستعرفه في ترجمته بالمطلب الثالث إن شاء الله تعالى (٤).
ومن المعلوم أنّ الناصب : فاسق منافق ؛ لما سبق في رواية مسلم أنّ مبغض عليّ عليهالسلام منافق (٥) ، ولا ريب أنّ النفاق أعظم الفسق ، وقد قال تعالى : ( إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ... ) (٦).
بل النفاق نوع من الكفر ، بل أشدّه ، فلا يقبل قول مثله في الرجال ، وشهادته فيهم مردودة ، وتوثيقه وتضعيفه غير مسموع.
قال في ( الميزان ) بترجمته : « قال الإمام أبو عمرو ابن الصلاح
__________________
(١) ميزان الاعتدال ٧ / ٢٣١.
(٢) ميزان الاعتدال ٥ / ٤٩٣.
(٣) تهذيب التهذيب ١ / ١٩٩ ، ميزان الاعتدال ١ / ٢٠٥ رقم ٢٥٦.
(٤) انظر : صفحة ٦٣ رقم ٦.
(٥) تقدّم في صفحة ١٥.
(٦) سورة الحجرات ٤٩ : ٦.