وهل يمكن أن يوثّقه أحد منهم أو يثني عليه ، كما فعلوا مع هذا الرجس الخبيث المنافق؟!
وما أصدق قول القائل [ من الكامل ] :
ما المسلمون بأمّة لمحمّد |
|
كلّا ، ولكن أمّة لعتيق |
ولكن لا عجب من احتجاجهم بروايته وتوثيقه ، فإنّ من كان أئمّته وخلفاؤه يأنسون بهجاء سيّد النبيّين صلىاللهعليهوآلهوسلم فحقيق أن يتّخذ هذا الشيطان المارد حجّة دينه! (١).
__________________
(١) فإنّ يزيد بن معاوية لعنه الله تمثّل بأبيات ابن الزبعرى حينما جيء إليه برأس الإمام الحسين عليهالسلام ووضع بين يديه ، فافتخر بفعلته وأنكر الوحي والنبوّة! قائلا :
ليت أشياخي ببدر
شهدوا |
|
جزع الخزرج من وقع
الأسل |
فأهلّوا واستهلّوا
فرحا |
|
ثمّ قالوا : يا
يزيد لا تشل |
قد قتلنا القرم من
ساداتهم |
|
وعدلناه ببدر
فاعتدل |
لعبت هاشم بالملك
فلا |
|
خبر جاء ولا وحي
نزل |
لست من خندف إن لم
أنتقم |
|
من بني أحمد ما
كان فعل |
انظر : مقاتل الطالبيّين : ١١٩ ، المنتظم ٤ / ١٥٨ حوادث سنة ٦١ ه ، البداية والنهاية ٨ / ١٥٤ و ١٦٣ و ١٧٩ حوادث سنة ٦١ ه.
والوليد بن يزيد بن عبد الملك لعنه الله ، أنشد شعرا ألحد فيه لمّا ذكر فيه أنّ الوحي لم يأت النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلم يمهل بعده إلّا أيّاما حتّى قتل ... قال :
تلعّب بالخلافة
هاشميّ |
|
بلا وحي أتاه ولا
كتاب |
فقل لله يمنعني
طعامي ، |
|
وقل لله يمنعني
شرابي! |
ورويت له أشعار أنكر فيها الضروريّ ، وبان فيها ارتداده وكفره ، كقوله :
أدنيا منّي خليلي |
|
عبدلا دون الإزار |
فلقد أيقنت أنّي |
|
غير مبعوث لنار |
واتركا من يطلب
الجنّ |
|
ة يسعى في خسار |
سأروض الناس حتّى |
|
يركبوا دين الحمار |
وكان قد قرأ ذات يوم : ( وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرائِهِ