الحصار بمن بقي سليما من جيشه الذي قدره سبعة وعشرون ألفا فتراكمت عليه مائة ألف أو يزيدون إلى أن خرج واضطر للتسليم فأقبل عليه القيصر نفسه ولما سلم له سيفه قال له : «إن مثلك أيها البطل يحق له الفخر الدائم» ورد إليه السيف وكفى بذلك شهادة له ، فصحى الجو للروسيا وتقدمت إلى أن بلغت جوار القسطنطينيّة وامتنعت من توسط الدول في الصلح حتى طلبته الدولة العليّة منها رأسا وعقد على شروط تضمنتها معاهدة صان استيفانوس وهذا نص تعريبها :
«الشرط الأول : أنه بموجب الخريطة المربوطة بهذه المعاهدة وبمقتضى الشروط والوجوه الآتي ذكرها تقرر تصحيح حدود ممالك الدولة العليّة والجبل الأسود ، وذلك لأجل إنهاء المنازعات والمصادمات المتتابعة الوقوع فيما بينهما ، فالحدود تمتد من جبل دوبروزيجه على الوجه الذي عينه المؤتر الذي كان حصل في الاستانة إلى غوريتو وبيلكه والحد الجديد يستطيل إلى غاجقة ، وعلى هذا متوتركيا غاجقو تبقى في تصرف الجبل الأسود ، وتمتد الحدود أيضا من مجمع أنهر بيوه وتارة وتمر من نهر درين إلى جهة الشمال وتنتهي إلى مجمع هذا النهر مع النهر المعبر عنه فيم ، وأما حدود الجبل المذكور الشرقيّة فتبتدىء من نهر فيم إلى بريرة بولرة ومن روستراق إلى سوق بلاتينا وبيهور وروستراق تبقيان داخل الجبل ، فعلى ذلك يكون تحديد الخطوط هكذا : أعني من الجبال المسلسلة الجامعة لروغوة وبلاو وكوزنره إلى شلب باقليني ، ومن رؤوس جبال قوبريونيق وباباور وبورور حذاء حدود بلاد الأرناؤوط إلى أعلى ذروة جبل بروقليتي ، ومن هذه النقطة إلى كثيب بيسقاشيق وينتهي الحد على الخط المستقيم إلى عين الماء في جيسني هوتي ويفصل فيما بين جيسيني هوتي وجيسيني قاستراني ، ويتجاوز ماء أشقودرة إلى أن ينتهي لنهر بويانة وهكذا مع النهر إلى مصبه في البحر ، وبموجب ذلك تبقى نكسيك وغاشقه واشبوزي وبودغوريجة وزابلياق وبارضمن الجبل المذكور ، وقد يصير تعيين حدود إمارة الجبل قطعيا بمعرفة لجنة مركبة من بعض مأموري دول أوروبا بشرط أن تكون وكلاء الباب العالي والجبل معهم أيضا ، فهذه اللجنة تلاحظ منافع الطرفين وأمنية البلاد الكائنة في الجهتين ثم تشير في الخريطة إلى التعديلات التي ترى لها لزوما وتعلم أنها هي الحق وتوضح في ذلك ما رأته من صالح الجهتين ، ثم لا يخفى أن أمر سير السفن في نهر بويانة لم يزل يجلب النزاع فيما بين الباب العالي والجبل الأسود ، فلأجل قطع هذا النزاع يصير تحرير نظام ذلك بمعرفة اللجنة المذكورة.
الشرط الثاني : أن الباب العالي يثبت استقلال إمارة الجبل الأسود على الوجه القطعي ثم فيما يأتي تتقرر فيما بين دولة الروسيا والدولة العليّة والإمارة المذكورة كيفية المناسبات التي ستكون بين الباب العالي والجبل وقضية تعيين وكلاء من طرف الإمارة في الاستانة وفيما يقتضيه الحال من ممالكها ويتقرر أيضا أمر إعادة أرباب الجنايات الذين يفرون من بلاد الدولة العلية إلى الجبل ومن الجبل إلى بلاد الدولة وأمر إطاعة أهل الجبل المقيمين أو