إسم الكتاب بل يذكر إسمه وطالعته وخاتمته ومؤلفه وكاتبه وسنته بالعربي مع الترجمة للإنكليزي ، ومما رأيت به نسخة من التلويح بخط جميل صحيح أظنها بخط المؤلف حيث قال في آخرها : «كتبت هذه النسخة للشاب العزيز مني وأنا العبد المذنب الغريب الموسوم بسعد التفتازاني (١) غفر الله ذنوبه وستر عيوبه وهو المحترم المكرم صاحب المروءة والكرم علاء الملة والدين بلغه الله أقصى ما يتمناه» اه. وعلى ظاهر هذه النسخة خاتم مدغم كأنه خاتم تيمورلنك والله أعلم.
الفصل الثالث : في وصف انكلاتيره
مسمى عاته المملكة جزيرتان كبيرتان إحداهما أكبر من الأخرى واقعتان في البحر الشمالي من أوروبا تبتدىء من دقيقة ٥٧ ودرجة ٤٩ شمالا إلى دقيقة ٠٥ ودرجة ٠٦ ، وفي الطول الغربي معتبرا من باريس من دقيقة ٣٤ ودرجة ١ إلى دقيقة ٥٠ ودرجة ١٢ ، ويحدهما من ثلاثة جهات المحيط الشمالي ومن الجهة الرابعة الخليج المسمى بالمنش الفاصل بينهما وبين فرنسا ، ثم يفصل بينهما في ذاتهما خليج مارجرس وبحر ارلانده ، وأكبرهاتين الجزيرتين يسمى إنكلاتيره وجهاتها الشمالية تسمى اسكوتسيا والجزيرة الصغيرة تسمى أرلانده ولهذا كانت هذه المملكة معتبرة ثلاثة أقسام نظرا للتاريخ القديم ويسمى مجموعها الآن برنيطانيا العظمى ، وعلى الإجمال فأرضها خصبة جدا ذات مزارع ومراعي واسعة إلا الجهات الشمالية المسماة اسكوتيا فإنها لشدة بردها كانت غير صالحة للزراعة ، وهاته المملكة أراضيها منبسطة بها ربوات قليلة الإرتفاع وكلها معمورة حسنة المنظر متقنة الصناعة.
وأما الجبال فهي منخفضة بها إلا في اسكوتسيا فإنها مرتفعة شاهقة وليس بها جبل بلكاني وأشهر مكان في الجبال جهة الشمال على البحر في اسكوتسيا المكان المعروف بممشى الجبابرة ، وهو أعمدة صخرية مركبة على بعضها إلى علو ٤٠٠ قدما بغاية الإحكام خلقة فكانت نزهة للناظرين.
وأما أنهرها فكثيرة وأعظمها نهر ساورن الذي يصب في المحيط عند مدينة بريستل ، ونهر مرسى الذي يصب في بحر أرلانده عند مدينة ليفربول ، ونهر التيمس الذي يحمل السفن العظيمة إلى مدينة لندره ، وبين هاته الأنهر ترع عظيمة سهلة المواصلات ، وكذلك نهر شانون في أرلانده والترعة الملكية بها الموصلة بين البحرين.
__________________
(١) هو مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني ، سعد الدين (٧١٢ ـ ٧٩٣ ه). إمام في العربية والبيان والمنطق. ولد بتفتازان وتوفي بسمرقند. الأعلام ٧ / ٢١٩ ، بغية الوعاة (٣٩١) مفتاح السعادة ١ / ١٦٥ ، الدرر الكامنة ٤ / ٣٥٠ دائرة المعارف الإسلامية ٥ / ٣٣٩.