الوراردية
فأمّا الوراردية فجدهم موسى بن وارد كانت له الرئاسة على الغرابة ، وتقدم الكلام عليهم مستوفيا في رئاسة الزمالة بغير الاستغرابة.
العلايمية
وأمّا العلايمية فنسبة لجدهم أبي علام بالحبوشي وهو أبو علام ابن سي الجيلاني بن يوسف بالبيان ، وأصلهم من بني امديان الذين بناحية تاقدمت بالتبيان ، وجاء جدهم سي الجيلاني لفليتة وسكن بهم إلى أن مات ، فتزوجت زوجته رحمة برجل من حبوشة يقال له الحبوشي فكفل أولادها الثلاثة وهم أبو علام وهو الصغير وعليّ وأحمد أبو معزة فنسبوا إليه دون أبيهم بالثبات ، وكان من جملة الأعيان ، فدرّب الأولاد وربّاهم أحسن تربية بتربية الأعيان ، ولمّا مات جاءت زوجته رحمة بأولادها الثلاثة إلى سيق فسكنت بدوار موسى بن وارد شيخ القبيل بالتحقيق ، ولمّا ترعرع أبو علام ذهب أخواه عليّ وأحمد أبو معزة للزمالة ، وتريّس (كذا) كل منهما على القبيلة كما مرّ الكلام في ذكر الزمالة ، وبقي أبو علام بالغرابة في غاية الانتظام ، وكان رجلا ضخما خالص البياض طويل القامة غليظ الصوت أعور العين اليمنى شديد الفروسية كثير العطاء سريع الانتقام ، وكان بدوار موسى بن وارد رجل محلّي يقال له غرتيل فتأمل فيه غاية وألفاه لا محالة أنه ستكون منه كاينة الترتيل ، فقال لموسى إنّ هذا الجمل / الأعور الذي تراه في ازدياد الشأن ستظهر منه بعيثة عظيمة لا تطاق ، وستحير في أمرها ويحل بك الانشقاق والفراق ، ثم تولّى أبو علام مكاحليا عند الباي بالمعسكر وبانت شجاعته وظهرت كلمته في فرده وجمعه ، وتمازج مع رؤساء المخزن وهم البشير بن بحث ، آغة المخزن بأجمعه وابنه بن عودة آغة المخزن بعده بأجمعه ، واصطحب أيضا مع رايس (كذا) الزمالة وهو الشيخ قدور بن مخلوف صحبة بالغة ، ثم أن قدور بن مخلوف أكل ربطة العرش ولم يجد سبيلا لدفعها وعجزا كليا فاستغاظ عليه الباي وهمّ بقتله ففرّ فرّة بالغة ، والتجأ بضريح سيدي محمد ابن مخلوف فلم يطق الباي على إخراجه احتراما لضريح الولي المذكور ، وقال من يقتله أو يأتيني به حيا فله عندي ما يريد من سائر الأمور ، وكان قدور في غاية