كالفيل : وحل بآغة إسماعيل ولد المزاري ما حل من قتل أصحابه ونهب العدو لأموالهم ، والكثير منهم جرح وهم في الحالة الرذيلة الدالة على فساد أحوالهم وخلص إسماعيل من الموت ، ونجا من الفوت. ومات سي الأزرق بالحاج قتيلا ، وتشتت أمر فليتة بحيث صار الوجيه فيهم لا يساوي فتيلا ، كما مات في الصحراء (كذا) من أولاد سيدي الشيخ سليمان بن حمزة أيضا قتيلا. وجاء المريشال مرطمبري (MARTIMPREY) والجنرال لبسيط (لاباسي) لفليتة فمهدوهم (كذا) تمهيدا وأمكرت الدولة بفليتة مكرا عتيدا ، وصار سي محمد بن حمزة وعمه سي العلا يترددان في صحرا (كذا) وهران والدولة تجهز لتدويخهما الجيوش في كل زمان ومكان ، ثم افترق العلا مع محمد بن حمزة. فمنها العلا غرب بمحلته لناحية راس الماء بنواحي بلعباس ، ومنها محمد بن حمزة بقي يجول في نواحي البيض إلى أن حل كل منهما في الإفلاس /.
وفي شهر اكتبر (كذا) من سنة أربع وستين وثمانمائة وألف الموافقة لسنة إحدى ومائتين وألف غزت محلة الدولة ومعها المخزن الذي به يكون الفتح في كل معركة ، ويحصل له الثناء في مقحمة ومحركة ، على دواوير محمد بن حمزة وهو بالبنود ، فلم يشعر بنفسه إلّا وأحاط به المخزن ولم يجد سبيلا للصدود. فقاتل. إلى أن جرح وسقطت به رمكته ميتة ، ثم حمل جريحا بآخر رمق إلى فقيق فمات بها قولة محيتة.
زيارة نابوليون الثانية للجزائر
وفي سنة خمس وستين وثمانمائة وألف ، الموافقة لسنة اثنين وثمانين ومائتين وألف ، قدم نابليون (الثالث) مرة ثانية إلى بر الجزائر ، فجاله لتفقد الرعية ، وحصلت منه الصلة العظيمة للمخزن خاصة وإعطاء الهدية ، ولشدة محبته للعرب ورغبته فيهم خاطبهم بالخطاب المقبول ، بأنه سلطانهم كما أنه سلطان النصارى بغير الملل. ونص خطابه وفصاحة جوابه :