ظهور الشريف محمد بن عبد الله
قال ثم ظهر بعض التشويش والتخليط ، بالنواحي الغربية بغير التعليط ، بسبب ولهاصة وترارة والغسل وبني عامر ، وذلك أنّ مولاي الشيخ بن علي الذي كان آغة وأزاله البوحميدي لمّا / تولى امتلأ غيظا ونوى الفتك به وصار يدبّر الحيلة للتوصل لإزالته من كل غامر وعامر ، فعمد إلى رجل يقال له السيد محمد بن عبد الله من أولاد سيدي الشيخ الزين بالتل كان شيخ طلبة القرآن محبوبا عند الناس متعبدا ناسكا يزور سيدي أبا مدين المغيث في كل جمعة ماشيا إليه بالحفا بمرآت الناس وقال له قم للتولية علينا فأنت المنصور ، وأنّ البوحميدي هو الذليل المحقور ، فخرج بن عبد الله ذات يوم وصار ينادي في وسط الناس كونوا لنا في الإذعان والطاعة ، فإنّ الحكم من البوحميدي وأميره قد زال وأنا إن شاء الله مولى الساعة ، ولمّا سمع البوحميدي ذلك بعث شواشه وأعوانه للتفتيش عليه ، وحين يتصلون به يأتوا به إليه ، ولمّا رأى بن عبد الله ذلك فرّ إلى ترارة وبني ريمان ، ومكث هناك بريهة من الزمان ، فجنّدت عليه الجنود ، وأتته الحشود والوفود ، وزحف له البوحميدي فلم يطق بن عبد الله على مقاومة الشقاق ، ثم أنف بقومه ، فلم يظفر به وحلّ في لومه ، ولما تضايق الأمر على بن عبد الله ولم يقدر على مقاومة كثير الشقاق ، اتفق مع أصحابه الذين نصروه وأشاروا عليه بالوفاق ، أن يتقصد بمصطفى بن إسماعيل والدولة فتصير له الوقاية ويكون من أهل الصولة ، فبعث رسولا من عنده لمصطفى بن إسماعيل بغاية الاشتهار ، ومن ولهاصة يقال له أحمد ولد مروان المكنى بأبي الأنوار ، وكان شجاعا حيولا ذا سياسة ، وتدبير ومعرفة وقنابصة (كذا) ورياسة ، ولما اجتمع بمصطفى سأل منه على لسان بن عبد الله الإعانة والنصرة ، بمخزنه وجيش الدولة على الأمير وخلفائه بغاية الرسوخ ، وقال له في مكتوبه إذا خرجت المحال فاني نجتمع بها في سبعة شيوخ ، فخرج للقائه مصطفى بن إسماعيل بمخزنه ومعه الكولونيل تنبور بمحلّته من وهران في ثالث دسانبر من السنة المذكورة ، الموافق للرابع عشر من شوال من السنة المزبورة ، ومرّ بحمّام أبي حجر ووصل ليلا لمحل الاجتماع ، فبات به وظل به من الغد ولمّا لم يظهر له خبر خشي من الخداع ، لاكنّه (كذا) لم يبرح من مكانه ، ولا خالف الوعد ، بزمانه ، فبينما هو بذلك المكان وإذا ببعض