أثرهم وقتلوا كثيرا منهم من غير أسرهم. وهذه الوقائع كلها في أيام فيليب الأول سلطان الفرانسيس ، الذي به حصل لدولتهم القوة والتأسيس.
ثم أنهم لما رجعوا من المشرق لبلادهم ، بضعفائهم وشدادهم وتركوا بالقدس كما مرّ أميرا ، وحلوا ببرهم خفيا وشهيرا ، أسس أحد أجوادهم جرارد مرتين محلا للغربا (كذا) ومن ليس له رفيق ، وذلك سنة سبعة عشر من السادس (٨٧) وعظمت شوكة هؤلاء الأجواد وشاع خبرهم في البلاد والعباد ولهم عند أجناس النصارى خواتم للتمييز ، منقوش عليها ما يحصل لهم به من العلامات الشريف وعلو النسب والتبريز ، كصورة الأسد وغيره ، وسببها أن أسلافهم حال على حربهم بالمشرق جعل كل منهم على درقته وبيضته ما يمتاز به من تلك العلامات على غيره فاتخذ النسل تلك العلامة ، يتذكر بها سلفه حال السلامة.
الملك لويس السادس السمين
والموفيّ لأربعينهم ابنه لويز السادس تولى يوم موت أبيه وهو سنة خمس وعشرين من القرن السادس (٨٩) ولقبه عندهم لوقّر ومعناه الضخم بالأشهر ، وكان أبوه في حياته عاهد له بذلك وألبسه التاج وأناله الكمال والادراج وتوفي سنة أربع وخمسين / من السادس المذكور (٩٠) بعد ما ملك تسعا وعشرين سنة في المسطور. ومن خبره أنه كان ذا عقل ورأي ، وشجاعة وتدبير وقوة وصناعة ، واشتغل بحرب أجوادهم الذين خلعوا طاعته فحاربهم جهده واستطاعته ، فنصره الله عليهم بسبب خلع الرعية لطاعتهم ، لما أضرّوا بهم في أنفسهم وبضاعتهم فجعل لهم ساداتهم القوانين المتضمنة عتقهم وطلبوا من الملك الموافقة عليها فأجابهم ولنيل عتقهم ، فمالت له الرعية ، وصيّر لهم القوانين لفصل دعاويهم المرعية ، وعين حكّاما لتنفيذ الأمور وفصل الدعاوى وتيسير
__________________
(٨٧) الموافق ١١٣٢ ـ ١١٣٣ م.
(٨٩) الموافق ١١٣١ م.
(٩٠) الموافق ١١٥٩ م.