الشجاعة والقوّة والرماية فألفى موسى بن وارد السبيل لقتل أبي علام بالحبوشي ليستريح ويخلص من العماية ، فأتى للباي وقال إن لم يأتك بالشيخ قدور أو يقتله أبو علام بالحبوشي فلا طاقة لأحد عليه من غيره ، فأمر باحضاره فجاءه قال له اقتل قدورا أو ايتني به أو اقتله بمحله ونستريح (كذا) من شرّه وخيره ، فقال له على شرط إن قضيت الأمر اقتل موسى بن وارد واملك رزقه ، فقال لك ذلك إن فعلت وقضيت رمقه ، فأخذ أبو علام جيشا واكمنه وأمرهم بالمبادرة له إن اخرجه من الضريح ، فقصده وناداه ، فقال له قدور ابطأت عنّي فدخل عليه بالقبّة ثم أخرجه منها إلى أن أبعده عن الضريح ، فبادر الجيش لأخذه بعد ما قبضه أبو علام ، فركبه (كذا) على بغلة وأتى به للمعسكر فقتله الباي ووفى بالشرط لأبي علام ، بأن صيّره رايسا (كذا) على القبيل وأعطاه رزق موسى وأمره بقتله ، فجاء أبو علام لموسى وقتله بكابوسه واحتوى على جميع رزقه ودخل في حلّه ، ثم قال لغرتيل إنك قلت الجمل الأعور ستظهر منه بعيثة عظيمة لا تطاق ، فقال له غرتيل أوكذبت في قولي فقد ظهر ما قلته والجمل ليس بعيب فعفى عنه وقال أصبت في النطاق ، وبقي في الرئاسة إلى أن مات فدفن بسيدي هلال ، فسمع الباي خليل بموته فبعث لأولاده الخمسة للحضور لديه ليختار منهم من يوليه بموضع أبيهم الصاير لعفو المتعال ، فجاءوه بأجمعهم وأعطى لكل منهم عددا من المال على السوية وأمرهم بالذهاب للقهوة إلى حكومة العشية ، فأعطى أولاده الكبار الأربعة للقهواجي قدرا معينا من تلك الدراهم ، وأعطى ابنه محمد وهو الصغير للقهواجي جميع ما أعطاه الباي من الدراهم ، وقد سأل الباي القهواجي فأخبره بالواقع ولما مثل الأولاد بين يديه قال لهم أيكم الكبير نوليه بموضع أبيه قبل أن يتسع الخرق على الراقع ، فقال له محمد إن أردت كبر السن فهؤلاء الأربعة أكبر مني وأكبرهم قدور ، وإن أردت كبر المعرفة فأنا خديمك الصغير منهم فولاه الباي قايدا في المشهور ، وجعل له خليفة يوسف بن المقداد ، لأنه كان خليفة أبيه وله معرفة بالخدمة وابن خيمة كبيرة وذو خيمة كبيرة بغاية المراد ، فبقي قايدينا وبه فيها الوناونية بالتحقيق ، وتولّى منهم ابنه أبو علام ولد محمد وكلهم / في دولة الأتراك في القول الحقيق ، وكان لأبي علام هذا كلمة مسموعة ، وأمر نافذ ومحبة في القلوب مطبوعة ، وتولّى منهم ابنه الحبيب بوعلام ، فكان أوّلا بدولة الترك