فيها ، وهزم أعداءه وصال عليهم بما فيها / وفتح فيها فتوحات بالطبول ، كلودي وريفولي وأركول إلى أن انعقد الصلح بين الفريقين ، سنة أربعة عشر وألف ومائتين.
حملة بونابرت على مصر وبلاد الشام
ثم زحف بنبارت بجند غزير لمصر سنة خمسة عشر من القرن الثالث عشر. وقال الحافظ أبو راس في كتبه كان ذلك في ثلاثة عشر من المذكور (١٦٧) ونصّه ، ثم غزى بعصرنا هذا هؤلاء الفرانسيس مصر في المسطور ، فدخلوا الاسكندرية عنوة ثامن يوم من المحرم فاتح سنة ثلاثة عشر ومائتين وألف ، بعد ما أخذوا مالطة من يد الفرائلة بالحتف (١٦٨) وتخطوا إلى مصر فلقيهم باشتها مراد بالريف مع النيل بعساكر الغزّ في نحو تسعين ألفا ، فانهزم الغزّ بعد ساعة وصاروا لهفا ، وقد حلّ بهم القتل الذريع والغرق في النيل الشنيع ، ودخلوا مصر مع طاغيتهم بنبارت أول ربيع النبوي من العام المذكور ، فقتلوا من وجدوا بها من الغز واستباحوا ديارهم في المشهور ، وامّنوا من سواهم على المغرم ونزعوا منهم السلاح وهدموا من المدينة كل ما يتوقع منه السوء للإصلاح ، وقتلوا كل من توجّهت عليه الظنة في شأن الغز ، مثل كريم الاسكندري وغيره بالّلغز ، وفرّ الباشا مراد وأهل دولته إلى أقاصي الصعيد ، وتركوا حريمهم في أيدي النصارى لمّا عجلوا عن التشريد ، وقتلوا كل من أثار فتنة أو توهموا منه استنكافا ، ولقد ثار بينهم وبين المغاربة الذين بمصر فقتلوا كل من وجدوه استنضافا ، ودخلوا جامعها الأعظم وهو الأزهر ، وشتتوا خزائن كتبه بما استظهر ، ونهبوا بعض علمائها لاتهامهم بودائع الغز ومظاهرتهم وأخذوا أموالا كثيرة من نساء الغز فضلا عن النهب لمبارتهم وشن بنبارت الغارات خلف فلّ الغزّ وبعث عسكرا كثيفا صعد مع النيل ، فملك إلى اقنا فضلا عن أسيوط وبنفلوط وجرجا وغيرهم بالترتيل ، وتخطّ إلى القصير من مراسي سويس وبنوا فيه قلعة وحصنوها بالمدافع
__________________
(١٦٧) الصحيح رواية أبي راس وهو عام ١٧٩٨ م.
(١٦٨) يقصد فرسان مالطة المسيحيون.