أخذ الانقليز / من يده مالطة فهي بيده للآن وقد اقتصر بعد ذلك على مصر وعمالتها ؛ وأقصر من الطموح إلى غيرها لجلالتها ، وغشيته عساكر السلطان سليم بن مصطفى العثماني الخاقاني بعد ذلك ، فزحف لها وكان المصافّ بالعريش الذي هو آخر عمالة مصر مما يلي الشام بما هنالك ، فجرت بينهما حروب سجال كان له الظفر في أكثرها فيما يقال.
بونابرت يعود إلى فرنسا
ثم أنه حمل القناطير المقنطرة من المال ، كاد أن يفرغ منه مصر بغير احتمال ، وركب البحر سرا من الانقليز ، وتخلّص إلى بلاده الباريز (كذا) بعد ما خلّف على مصر وزيره الجنرال كلبير المعبر عنه بصارى عسكر ، فبقي الجيش العثماني آخذا لمخنقه وسدّ عليه مع الانقليز كل الطريق ، حتى كاد أن يغص من ذلك بالريف. ثم وقعت المراودة على إسلام البلد وعمالتها وينصرف لبلده ، ففعل على أن يأخذ كل ما هو بيده ، فانحدر في النيل إلى الاسكندرية وقد أفرج عنه الانقليز للتجرية ومنها ركب لبلده أول سنة ستة عشر أو ثمانية عشر من القرن المار وما من امرأة لا زوج لها من المومسات ورضيتهم إلّا ذهبت معهم في الحين ، فكان جملة ما مكثوا بمصر ثلاثا من السنين.
إقامة حكومة القنصلية الثلاثية
ولما حل بنبارت بافرانسا ألفى بها الهول الطائل ، والهرج الكثير الهائل ، فنزع التصرف من أرباب الدولة وصيره لثلاثة رؤساء أولهم هو والثاني سريس والثالث لوبرون فأحسن في فعله وما أساء. وكان الموسك (كذا) والنامسة (كذا) اتفقا على محاربة افرانسا ، فحاربهم واستولى على ما بأيديهم ولديارهم جاسا. وأعظم فتوحاته بها مرانقوا الواقعة سنة سبع أو ثمان عشرة بعد الألف والمائتين. وحصلت المهادنة بعد ذلك بين الفريقين. وفي التي بعدها وقع الاتفاق بين الفرانسيس والباب (كذا) على القيام بأمر الدين الذي منعهم منه بغير الارتياب. وفي التي تليها تولى رئاسة جمهور الطليانيين ، وانعقد الصلح بين الأجناس وحلت العافية في الحين وأذن بالرجوع لمن هاجر من افرانسا فرجع الجمّ