لمسرقين ، ودخلتها مسايفة بحسب التمكين وذلك في ثامن أكتبر (كذا) من السنة المقررة ، ثم غزى النصارى دوار الشماليل من الزمالة بأسفل الشواكي فلم يحصلوا على طايل وذلك في ثالث دسانبر (كذا) من السنة المحرّرة ، وقد كان القتال كثيرا ، والنزال عسيرا.
قضية الشيخ بالغماري وبني عامر
ولمّا دخل الشيخ بالغماري المسمّى بزلبون رايس (كذا) انقاد تحت الطاعة وحصل منه الإذعان ، الذي هو سبب العداوة بين الأمير والمخزن في الزمان والمكان ، وأحسن الأمير مثواه في السر والإعلان طلب من الأمير في أثناء الكلام أن يأذن له بالنزول في التل بالقولة المديمة خشية من بني / عامر لما بينهما من العداوة القديمة ، وأن يكون محاذيا بنزوله للدوائر والزمالة وأن يكاتب الدوائر ، ويوصي كبراءهم عليه ليكونوا منه ببال في الجايل والغائر ، يحمونه من أعدائه بغير ملتغي ، فأجابه لذلك وكاتب الدوائر لكن حكمه وقتذاك ليس بنافذ كما يبتغي ، ولما دخل انقاد في حماية الدوائر ، رأوا في حال ارتحالهم اجتماع بني عامر فأعلموا بذلك مصطفى بن إسماعيل وغيره من أعيان الدوائر ، وقالوا لهم ما نظن في اجتماعهم خيرا ، وإذ رأينا ما يدل على الحركة نجحوا (كذا) نحوكم للتعضد نفعا لا ضيرا ، فأجابهم مصطفى بمن معه من الأعيان بما يسرهم وأنهم لا خشية عليهم من السر والإعلان.
وصارت الأخبار عند ذلك خارجة وداخلة والآذان لها صاغية ، بأن الأمير يريد غزو البرجية والزمالة والدوائر فيبدأ بالبرجية ثم الزمالة ثم الدوائر لأن جميعهم فرقة باغية ، أو يعكس الأمر على ما أراده باختياره من الأحوال ، وكثر عند ذلك القيل والقال ، وأوقد النار بين المخزن والأمير شياطين الأنس والجن ، وتغيرت الأحوال وسيء الظن.
هذا وأنّ الشيخ بالغماري لا زال بالمعسكر جالسا عند الأمير ، فزحف بنوا عامر بإغراء الحشم أيضا لقتال أنقاد بالكبير والصغير ، وأعان المخزن أنقاد للعهد والرعاية لما به كاتبهم الأمير ، تكون طاعته مطلوبة وهو الذي أمر بالذب عن