ثم زحف للأندلس وخلع ملكه وألبس التاج لأخيه يوسف بنبارت ، فورا ، فدام بذلك القتال سجالا إلى أن سلّم يوسف وهو ززاف بلغتهم في الملك جهرا ، وذلك سنة ثلاثين ومائتين وألف ، وقد اشتدّ القتال بينه وبين النامسة في السابق بغير الخلف ، وانتصر عليهم في جميعه بالبيان ، وانعقد الصلح بينهما بقاعدة فيان. وكان من ثمرته أن بنبارط (كذا) تزوّج بماري لويز ، بنت ملك النامسة بالعيان ، وذهب في سنة تسع وعشرين من الثالث عشر المار (١٧٢) بجيش فيه أربعمائة ألف مقاتل ، بقصد الاستلاء (كذا) على الموسك ما بين الراكب منهم والراجل ولما التقى الجمعان هزمهم وأحرق قاعدتهم بالنار ، ورجع لبلده من شدة الثلج والبرد والصرصار. ثم في سادس عشر اكتبر (كذا) من السنة التي بعدها تقاتل مع البروسية والنامسة وانتصر عليهم ثم اتحد الملوك على مقاتلته بكل ما انضم إليهم ، وذلك سنة إحدى وثلاثين من الثالث عشر بالقاطعة ، وكان النصر له عليهم في سائر الواقعة ، وهم مع ذلك بالجنود الزاعقة ، ثم أرسلوا مائة ألف إلى البريز (كذا) وحاصروها بما لها من الطويل والوجيز ، إلى أن دخلوها في ثلاثين مارس تلك السنة ، وجعلوا بنبارط بالخلعة الميقنة. وجعلوا بدله لويز الثامن عشر المجيز ، وقد كان بأهله ملتجئا ببلد الانقليز ، وحين خلع نفسه بنبارط جعل العهد لولده وسلّم له التاج ، فلم ترض الملوك وجعلوه سلطانا على مدينة إياب بالإزعاج ، وذلك في الحاديث عشر من إبريل تلك السنة المقرّرة المعيّنة.
الملك لويس الثامن عشر
وسبعونهم لويز الثامن عشر تولى في ثلاثين مارس سنة إحدى وثلاثين من القرن المقرر (١٧٣). ومن خبره أنه كان غائبا وقت المبايعة في المشتهر. فنصب أخوه للنيابة عنه للحضور ، فشرع في التصرّف / بمحل أخيه وأبرم الصلح مع الملوك في المسطور ، ولما قدم أخوه السلطان لملكه مع أهله ببريز في ثاني ميب
__________________
(١٧٢) الموافق ١٨١٣ م ، والحقيقة أن حملة نابليون على روسيا تمت قبلها عام ١٨١٢ م.
(١٧٣) الموافق ١٨١٦ م.