الملك أودو : OTTON
وثلاثينهم أودو تولى سنة خمس من القرن الرابع (٥٥) بلا نقد وكان ذا شجاعة عجيبة وأخبار غريبة ، ومات سنة خمسة عشر من الرابع مسطورة ، بعد ما ملك عشرة أعوام مشهورة ، ومن وقائعه أنه أنشأ الحرب مع النورمان وقاتلهم بمدينة مونفوكون فقتل منهم تسعة عشر / ألف مقاتل وهزمهم وأذعن للطاعة وبذل الأموال بغاية ما يكون ، ونشأ (كذا) الحرب مع الجهة القبلية لما خلعت الطاعة. فبينما هو في قتالهم إذا بالجهة الجوفية بايعت شارل الثالث في الحين والساعة ، فقدم إليهم وحاربهم ، وفاتنهم وضاربهم ، ثم حصل الصلح بينه وبين شارل على تسليم الجهة الجوفية ، ويريح الأمة من المحاربة القاوية ، ومات سنة خمسة عشر من الرابع المذكور بعد ما ملك عشرة أعوام في المسطور.
الملك شارل الثالث البسيط
وحادي ثلاثينهم شارل الثالث الملقب لوسينبل ومعناه الغشيم ، تولى سنة خمسة عشر وثلاثمائة بالتقويم (٥٦) وسجن سنة أربعين من الرابع بإثبات وبقي في السجن سبعة أعوام ومات. ومن وقائعه الدالة له على الثبات أن النورماندي المسمة (كذا) في السابق بالتستري لما استقرت بافرانسا وكان اسم ملكهم رولون ، وظهر منها العبث والفساد ورأى ذلك تزوج بابنت ملكها ليحصل الهناء بغاية ما يكون ، وصيّره أميرا على جهته فكان الأمر كذلك برمته ، وعلّق سوارا ذهبا بشجرة ليختبر رعيته في الأمان والطاعة ، فبقي السوار بمحله عامين من غير أخذ ولا ضياعة وغضبت عليه الأمة فخلعت ما له من الطاعة وبايعوا روبير سلطانا ستة تسع وثلاثين وثلاثمائة (٥٧) فخرج له وقاتله إلى أن قتله وضاع دمه هدرا بما حمله ، فجاء ابنه هوق لأخذ ثأر أبيه ، وتقاتل مع شارل إلى أن ظفر به فسجنه في السنة التي تقدم عليها التنبيه ، وخلف شارل ابنا قاصر التمييز ، فهربت به أمه إلى برّ الانقليز ، إلى أن بويع كما سيأتي عليه الكلام في غاية ما به المرام.
__________________
(٥٥) الموافق ٩١٧ ـ ٩١٨ م.
(٥٦) الموافق ٩٢٧ ـ ٩٢٨ م.
(٥٧) الموافق ٩٥٠ ـ ٩٥١ م.