نوبة بين هؤلاء الأربعة فرق بالترتيب وأكثرها للبحايثية بينهم نوبة أيضا بحسب الترتيب. وأصل الرئاسة في البرجية نوبة بين فريقين في إيالة الترك ، وهما النقايبية والبلاغة الزيانيون بحسب الشّرك. وفي إيالة الأمير صارت لغيرها إلى وقت الدولة صارت لها دين الفريقين. ثم تمخضت للنقايبية بغير المين.
أصل قبائل البحايثية ونسبها
فأما البحايثية فهم من أولاد المسعود وهم من سويد بلا خلاف ، وإنما اختلف في سويد على قولين بغية الائتلاف فذهب ابن خلدون في تاريخه الكبير في الخبر على أولاد مالك بن زغبة بشجرتهم إلى أنهم من قبائل العرب الهلاليين وأنهم من المحال. وذهب ابن الخطيب التلمساني (٢) وأبو مهدي بن موسى بن عيسى المغيلي المازوني ، وأبو راس الحافظ في أحد قوليه : إلى أنهم من بني مخزوم ويقال لهم المضارب لا من المحال. واختلف في هذا القول أيضا على قولين : فقال ابن الخطيب التلمساني أنهم من ذرية خالد بن الوليد بغير مين. زاد ابن خلدون في نظمه أن جدهم للأب هو خالد بن الوليد ، وأن جدهم للأم هو الزبير بن العوام بغير التوليد. وقال الشيخ موسى بن عيسى المغيلي المازوني في تاريخيه ، والحافظ أبو راس في عجائب الأسفار ، أنهم من ذرية صعصعة بن حادثة الذي هو من ذرية هشام بن إسماعيل المخزومي ونصه بالاشتهار. والإمام المازوني المذكور هو الذي جعل كتابا في نسب قبائل المغرب الأوسط بغاية ما يكون ، وقد ذكر فيه أن المحال أهل البطحا (٣) من بني هلال ، كما قال ابن خلدون ، وأن الذين يقال لهم المضارب كأولاد دفيش وأولاد حميدة العبد ، وأولاد وزمار ، وأولاد عريف ، وأولاد أبي بكر ، وأولاد المسعود الذين منهم البحايثية كثير الأعراج ، هم من بني مخزوم من ذرية صعصعة بن حارثة من ذرية هشام بن إسماعيل المخزومي ، وقد أجمل ابن خلدون ، والمشاهد الآن من إقرار المحال للمضارب بالسيادة والتعظيم والتسليم لهم يشهد للمازوني لا لابن خلدون. وقد كانوا قبل تلاشيهم وركود ريحهم لا يزوجون بناتهم للمحال ، مع
__________________
(٢) الأصح هو السلماني ، لأن ابن الخطيب أندلسي غرناطي ، وسلماني.
(٣) مكانها اليوم هو المطمر غرب غليزان على بعد عشر كلم منها.