المارة وقع بين الأمير قبل تسليمه نفسه لافرانسا وبين الكماندار (كذا) مليلة (٢٧١) مخالطة عظيمة. وسعى له في الصلح لكنه لم يتم سعية جسيمة. وفي الثاني والعشرين منه سلم الأمير نفسه للدولة كما سبق الكلام ، وحصل الخلاف بين الدولة على شأن الأحكام صارت جمهورية إلى أن لحق ذلك العرب الذين ببر الجزائر بالتمام. وذلك في شهر فبري (كذا) سنة ثمان وأربعين وثمانمائة وألف ، الموافقة لسنة خمس وستين ومائتين وألف. ثم بعد ذلك حصلت الراحة الكثيرة لجميع الناس وصار كل منهم مشتغلا بما ينفعه بغير الاختلاس وفي سنة تسع وأربعين وثمانمائة وألف ، الموافق لسنة ست وستين ومائتين وألف : غزت الدولة على مدينة زعطاشة ففتحها عنوة ، وهي في عمالة قسمطينة (كذا) وليس هفوة (٢٧٢).
الامبراطور نابوليون الثالث
ثم ثالث سبعينهم نابليون الثالث بنبارط القائم بالدولة قيام الارتباط ، تولى في ثاني دسانبر سنة اثنين وخمسين وثمانمائة وألف ، الموافقة لسنة تسع وستين ومائتين وألف. ومن خبره أنه تولى أول رئاسة الحكم الجمهوري الواقع في عاشر دسانبر سنة ثمان وأربعين وثمانمائة وألف ، الموافق لعام خمس وستين ومائتين وألف. ثم تولى ثانيا رئاسة الحكم الجمهوري على عشرة أعوام في ثاني دسانبر سنة إحدى وخمسين وثمانمائة وألف ، الموافق لعام ثمان وستين ومائتين وألف. ثم تولى ثالثا السلطنة بافرانسا في السنة المتقدمة أولا المقررة ، الموافقة للسنة الهجرية المذكورة سابقا المحررة ، وتسمى باسم نابليون الثالث فأذعنت له الأمة الفرانسوية بأجمعها من غير المناكث. ولما على (كذا) الملك احتوى وتولى ،
__________________
(٢٧١) يقصد الاتصالات التي أجراها الأمير مع حاكم مليلية الاسباني في ربيع وصيف ١٨٤٧ م.
انظر كتابنا مراسلات الأمير عبد القادر مع إسبانيا وحكامها العسكريين بمليلية ط ٢ (الجزائر ـ ١٩٨٦ م).
(٢٧٢) يقصد انتفاضة سكان واحة الزعاطشة والشيخ بوزيان. عام ١٨٤٩. انظر عنها كتابنا ثورات الجزائر في القرنين التاسع عشر والعشرين (الجزائر ـ ١٩٨٠) ص ٥٩ ـ ٦٨.