وأن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يكتحل ثلاثا؟ فقال : حدّثني ابن أبي يحيى عن داود حصين عن عكرمة ، عن ابن عباس.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب أخبرنا أحمد بن إبراهيم البسري ، نا ابن عائذ ، قال : قال الوليد : فحدّثنا سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن عكرمة : أنه غزا مع ابن عباس أرض الروم وعلى الناس حبيب بن مسلمة حتى بلغنا مدينة الفتية (١) الذين ذكرهم الله في كتابه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ محمّد بن أحمد بن محمّد اللّخمي ، أنا محمّد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني ، نا محمّد بن أحمد بن عبد الله النقوي ، نا إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد الدّبري ، أنبأ عبد الرزاق بن همّام ، عن ابن جريج ، أخبرني عتبة بن محمّد بن الحارث.
أنّ عكرمة مولى ابن عبّاس أخبره قال : وفد ابن عباس على معاوية بالشام ، وكانا يسمران حتى شطر الليل أو أكثر ، قال : فشهد ابن عبّاس مع معاوية العشاء ذات (٢) ليلة في المقصورة ، فلما فرغ معاوية ركع ركعة واحدة ، ثم لم يزد عليها ، قال : وأنا أنظر إليه ، قال : فجئت ابن عبّاس فقلت له : ألا أضحكك من معاوية؟ صلى العشاء ثم أوتر بركعة لم يزد عليها ، قال : أصاب أي بني ، ليس أحد منا أعلم من معاوية ، إنّما هي واحدة أو خمس أو سبع أو أكثر من ذلك ، يوتر.
فأخبرت عطاء خبر عتبة هذا فقال : إنما سمعنا أنه قال : قد أصاب ، أو ليس المغرب ـ عطاء القائل ـ ثلاث ركعات.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا لنا : أبو طاهر المخلّص ، نا عبيد الله السكري ، نا زكريا المنقري ، نا الأصمعي ، قال : قال يزيد بن زريع : كان عكرمة بربريا وكان لحصين بن أبي الحرّ العنبري فوهبه لابن عباس حين ولي البصرة (٣).
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنبأ نصر بن إبراهيم ، أنبأ سليم بن أيوب ، أنا
__________________
(١) يعني بهم أهل الكهف ، وهم الفتية الذين ذكروا في القرآن الكريم.
(٢) الأصل : كان ، والمثبت عن م.
(٣) سير أعلام النبلاء ٥ / ١٣ وتهذيب الكمال ١٣ / ١٦٣ وتاريخ الإسلام (١٠١ ـ ١٢٠) ص ١٧٤.