اليوم يكفي البشر دافعا نحو الايمان بحثا عن الخلاص.
[٢٧] اما جواب قومه فقد كان متوغلا في التحجر والمادية والطبقية.
فأولا : زعموا بأن صاحب الرسالة يجب ان يكون من غير البشر ، وكأن البشر هو المخلوق العاجز عن حمل الرسالة ، وهذا نوع سخيف من التحجر الجاهلي.
وثانيا : قاسوا الرسالة بمن يحملها أو من يبادر بالايمان بها ، ولم ينظروا إليها ذاتها باعتبارها قيم فاضلة ، ودعوة الى العدالة والهدى ، وهذا نوع من المادية وتشييء القيم.
ثالثا : نظروا الى تابعي الرسالة من المستضعفين نظرة ازدراء بسبب تكبرهم وطبقيتهم.
(فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ)
الملأ هم الاشراف وعلية القوم ، ولأنهم كفروا بالرسالة شأنهم شأن أغلب الذين هم من طبقتهم كذلك يعتبرون فاسدين ، وكان من الصعب عليهم الخضوع لمن هو مثلهم ، دليلا على انحطاط نفوسهم ، وانعدام الثقة فيها ، فنعتوا المؤمنين بأنهم من الطبقة الدنيا ، وأنه من ينظر إليهم يعرف منهم هذ النعت (بادي الرأي).
(وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ)
غافلين عن ان الرسالة ذاتها فضل كبير.
(بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ)