مصادر الهداية فلم ينتفعوا بهما.
والثاني : انه لاستثقالهم استماع ايات الله ، وكراهتهم تذكرها وتفهمهما. جروا مجرى من لا يستطيع السمع والأبصار.
[٢١] وهل ربح هؤلاء شيئا ، وهل يسمى الذين يخسرون مستقبلهم ومجمل فرصهم رابحين حتى لو اكتسبوا بضع دراهم أو مجموعة أنصار؟!
(أُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ)
من الأراجيف التي جمعوا حولها الناس غرورا ، فلا بقيت تلك الأفكار الباطلة التي زينت لهم ولا أولئك المغرورين بها.
[٢٢] انهم لا بد أن يكونوا الأخسر من الناس لأنهم لم ينتفعوا بمواهبهم ، وعوضا من ان يكونوا في مقام الأنبياء والصديقين بعلمهم وهداهم ، ويؤجرون مرتين. مرة بعملهم الصالح ، ومرة بما اهتدى الناس بهم. أصبحوا يعذبون عذابا مضاعفا بعملهم الفاسد ، وبإضلالهم الناس (لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ) (١)
(لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ)
أصل الجرم القطع ، ولا جرم تقديره لا قطع قاطع عن ذا ، فهذه هي نهايتهم التي اختاروها لأنفسهم.
وكلمة اخيرة : ـ حين نقارن هذه الآيات بالآية الثالثة عشرة نستفيد مقياسا
__________________
(١) النحل / ٢٥.