نحبّ من أبغضنا ، اقرؤوا إن شئتم : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) (إلى آخر الآية).
قال الحارث : صدق وصدق (١) الله ، ما نزلت إلّا فيه.
وفي شرح الآيات الباهرة (٢) : ذكر أبو عليّ الطّبرسيّ ـ رحمه الله ـ بحذف الإسناد : عن الأعمش بن غيابة بن ربعي (٣) قال : بينا عبد الله بن عبّاس جالس على شفير زمزم وهو يقول : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ إذ أقبل رجل معمّم بعمامة ، فجعل ابن عبّاس لا يقول : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ إلّا قال ذلك الرّجل قال : رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فقال ابن عبّاس : سألت بالله من أنت (٤)؟
فكشف العمامة عن وجهه وقال : أيّها النّاس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدريّ أبو ذرّ الغفاريّ ، سمعت رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ بهاتين وإلّا صمّتا ، ورأيته بهاتين وإلّا فعميتا يقول : عليّ قائد البررة ، قاتل الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله. أما إنّي صلّيت مع رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ يوما من الأيّام صلاة الظّهر ، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا ، فرفع السّائل يده إلى السّماء وقال : اللهمّ ، إنّي سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئا. وكان عليّ راكعا فأومى بخنصره اليمنى وكان مختّم فيها. فأقبل السّائل حتّى أخذ الخاتم من خنصره. وذلك بعين (٥) رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
فلمّا فرغ النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ من صلاته رفع رأسه إلى السّماء وقال : اللهمّ إنّ أخي موسى سألك فقال (٦) : (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي)
__________________
(١) ليس في المصدر.
(٢) تأويل الآيات الباهرة ، مخطوط ، ص ٥٥ ـ ٥٦.
(٣) هكذا في مجمع البيان الذي نقل عنه في تأويل الآيات. وفي النسخ : «عتبة بن ربعي». وفي المصدر : «عباية بن ربيعي».
(٤) هكذا في المصدر. وفي النسخ : كنت.
(٥) هكذا في النسخ ومصدر المصدر. وفي المصدر : «بعيني» وهو الظاهر.
(٦) طه / ٢٥.