عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : ما زالت الأرض ولله ـ تعالى ذكره ـ فيها حجّة ، يعرف الحلال والحرام ويدعو إلى سبيل الله ـ جلّ وعزّ ـ. ولا ينقطع الحجّة من الأرض إلّا أربعين يوما قبل يوم القيامة. فإذا رفعت الحجّة ، أغلقت أبواب التّوبة. ولن ينفع نفسا (إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ) أن ترفع الحجّة. أولئك شرار من (١) خلق الله. وهم الّذين تقوم عليهم القيامة.
وفي أصول الكافي (٢) : محمّد بن يحيى ، عن حمدان بن سليمان ، عن عبد الله بن محمّد اليمانيّ ، عن منيع بن الحجّاج ، عن يونس ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ) ، يعني : في الميثاق. (أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً). قال : الإقرار بالأنبياء والأوصياء ، وأمير المؤمنين خاصّة. قال : لا ينفع إيمانها لأنّها سلبت.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٣) : حدّثني أبي ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : إذا طلعت الشّمس من مغربها ، فكلّ من آمن في ذلك اليوم لا (٤) ينفعه إيمانه.
واعلم أنّه من لم يعتبر الإيمان المجرّد عن العمل ، استدلّ بهذه الآية وبعض الأخبار السّالفة. وللمعتبر تخصيص هذا الحكم بذلك اليوم. وحمل التّرديد على اشتراط عدم النّفع بأحد الأمرين على معنى : لا ينفع نفسا خلت عنها إيمانها. والعطف على «لم تكن» بمعنى : لا ينفع نفسا إيمانها الّذي أحدثته حينئذ وإن كسبت فيه خيرا. وحمل بعض الأخبار على ما إذا حالت معاصيه بينه وبين إيمانه ، أي : صار قساوة المعاصي سبب زوال إيمانه واعتقاده.
(قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) (١٥٨) : وعيد لهم ، أي : انتظروا إتيان أحد الأمور الثّلاثة فإنّا منتظرون ، وحينئذ لنا الفوز وعليكم الويل.
(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ) : بدّدوه. فآمنوا ببعض وكفروا ببعض ، وافترقوا فيه.
__________________
(١) المصدر : [من].
(٢) الكافي ١ / ٤٢٨ ، ج ٨١.
(٣) تفسير القمي ١ / ٢٢١.
(٤) كذا في المصدر ، وفي النسخ : لم.