الأموات وإحياءها.
(وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) ، كقوله : (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ).
و «الصّور» قرن من نور التقمه إسرافيل ، فينفخ فيه. كذا عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ (١).
وروي (٢) : أنّ فيه بعدد كلّ إنسان ثقبة فيها روحه ، ووصف بالسّعة والضّيق ، واختلف في أنّ أعلاه ضيّق وأسفله واسع أو بالعكس.
وفي مجمع البيان (٣) : قيل فيه أنّه قرن ينفخ فيه إسرافيل ـ عليه السّلام ـ نفختين ، فتفنى الخلائق كلّهم بالنّفخة الأولى ويحيون بالنّفخة الثّانية.
وقال الحسن (٤) : هو جمع صورة.
ويؤيد القول الأوّل
ما رواه أبو سعيد الخدريّ ، عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنّه قال : وكيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن وحنا جنبيه (٥) وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر فينفخ.
قالوا : فكيف نقول ، يا رسول الله؟
قال : قولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل.
(عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) ، أي : هو عالم كلّ غيب وكلّ شهادة.
(وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) (٧٣) : وهذا كالفذلكة للآية. لأنّ «الحكيم» جامع يجمع أفعاله الموافقة للمصلحة ، و «الخبير» جامع للعلم بالغيب والشّهادة.
(وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ) : عطف بيان «لأبيه».
في كتب التّواريخ (٦) : أنّ اسم أبيه تارخ. فقيل (٧) : هما علمان له ، كإسرائيل ويعقوب. وقيل (٨) : العلم تارخ ، وآزر وصف ، معناه : الشّيخ [أو] المعوجّ.
والصّحيح (٩) : أنّ تارخ أبوه ، وآزر عمّه أو جدّه لأمّه. والعرب تسمّي الجدّ والعمّ :
__________________
(١ و ٢) تفسير الصافي ٢ / ١٣٠.
(٣ و ٤) المجمع ٢ / ٣٢١.
(٥) المصدر : جبينه.
(٦ و ٧ و ٨) أنوار التنزيل ١ / ٣١٧.
(٩) المجمع ٢ / ٣٢٢.