لأنّه إشراك للمصنوع بالصّانع ، وتسوية بين المقدور العاجز بالقادر الضّارّ النّافع.
(ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً) : ما لم ينزّل بإشراكه كتابا. أو لم ينصب عليه دليلا.
(فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ) ، أي : الموّحدون أو المشركون. وإنّما لم يقل :
أيّنا ، أنا أم أنتم. احترازا عن تزكية نفسه.
(إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (٨١) : ما يحقّ أن يخاف منه.
(الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) (٨٢).
قيل (١) : استئناف منه ، أو من الله بالجواب عمّا استفهم عنه. والمراد بالظّلم هنا ، الشّرك. لما روي أنّ الآية لمّا نزلت ، شقّ ذلك على الصّحابة.
وقالوا : أيّنا لم يظلم نفسه؟
فقال ـ عليه السّلام ـ : ليس ما تظنّون ، إنّما هو ما قال لقمان لابنه : (يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ). وليس الإيمان به أن تصدّق بوجود الصّانع الحكيم ، ويخلط بهذا التّصديق الإشراك به. وقيل (٢) : المعصية.
في تفسير العيّاشيّ (٣) : عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : قلت له : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) الزّنا منه؟
قال : أعوذ بالله من أولئك ، لا ولكنّه ذنب إذا تاب تاب الله عليه.
وقال : مدمن الزّنا والسّرقة وشارب الخمر ، كعابد الوثن.
يعقوب بن شعيب (٤) ، عنه في قوله : (وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ).
قال : الظّلال فما فوقه.
وفي مجمع البيان (٥) : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) (الآية).
وروي عن
__________________
(١) أنوار التنزيل ١ / ٣١٨ ـ ٣١٩.
(٢) نفس المصدر ، والموضع.
(٣) تفسير العياشي ١ / ٣٦٦ ، ح ٤٦.
(٤) نفس المصدر ، والصفحة ، ح ٤٧.
(٥) المجمع ٢ / ٣٢٧.