إله إلّا هو ، الّذي فلق البحر لموسى ـ عليه السّلام ـ ورفع فوقكم الطّور وأنجاكم وأغرق [آل] (١) فرعون ، والّذي أنزل عليكم كتابه وحلاله وحرامه ، هل تجد فيه الرّجم على من أحصن؟
قال : نعم. فوثبوا عليه فقال : خفت إن كذبته أن ينزل علينا العذاب.
فأمر رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ بالزّانيين فرجما عند باب المسجد.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٢) : كان سبب نزولها : أنّه كان في المدينة بطنان من اليهود من بني هارون وهم النّضير وقريظة. وكانت قريضة سبعمائة والنّضير ألفا.
وكانت النّضير أكثر مالا وأحسن حالا من قريظة. وكانوا حلفاء لعبد الله بن أبيّ. فكان إذا وقع بين قريظة والنّضير قتيل (٣) وكان القتيل (٤) من بني النّضير قالوا لبني قريظة : لا نرضى أن يكون قتيل منّا بقتيل منكم.
فجرى بينهم في ذلك مخاطبات كثيرة حتّى كادوا أن يقتتلوا (٥) ، حتّى رضيت قريظة وكتبوا بينهم كتابا على أنّه : أيّ رجل من اليهود من النّضير قتل رجلا من بني قريظة أن يحينه (٦) ويحمّم ـ والتّحينة ، أن يقعد على جمل ويولى وجهه إلى ذنب الجمل ويلطّخ وجهه (٧) بالحمأة ـ ويدفع نصف الدّية ، وأيّما رجل من بني قريظة قتل رجلا من النّضير أن يدفع إليه الدّية كاملة ويقتل به.
فلمّا هاجر رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ إلى المدينة ودخل الأوس والخزرج في الإسلام ضعف أمر اليهود ، فقتل رجل من بني قريظة رجلا من بني النّضير. فبعثوا (٨) إليهم بنو النّضير : ابعثوا إلينا بدية المقتول وبالقاتل حتّى نقتله.
فقالت قريظة. ليس هذا حكم التّوراة وإنّما هو شيء غلبتمونا عليه ، فأمّا الدّية وأمّا القتل ، وإلّا فهذا محمّد بيننا وبينكم فهلمّوا نتحاكم إليه.
__________________
(١) من المصدر وأ.
(٢) تفسير القمي ١ / ١٦٨ ـ ١٦٩.
(٣) المصدر : قتل.
(٤) المصدر : القاتل.
(٥) رأوا : يقتلوا.
(٦) هكذا في المصدر. وفي النسخ : يجنب.
(٧) ليس في المصدر.
(٨) الظاهر : فبعث.