ويكون للتعريض للأمر نحو : أباع الجارية ، أي عرضها للبيع. وقريب من ذلك أقبره ، وللسلب نحو أشكاه أي أزال شكايته ، ولوجود الشيء على صفة نحو : أجبنه أي وجده جبانا ، ولصيرورة الشيء ذا كذا نحو : أجرب أي صار ذا جرب ، وقريب منه أحصد الزرع ، وللزيادة في المعنى نحو : بكر وأبكر ، وشغلته وأشغلته ، وسقيته وأسقيته ، وإن فعل الغالب عليه التكثير نحو : قطع الثياب ، وغلق الأبواب ، وجول ، وطوف ، ونحو : ميز ، وزيل أيضا. ويكون للتعدية نحو : فرحه ، ومن ذلك فسقه ، والسلب نحو : جلد البعير. وأن فاعل يكون من الجانبين ضمنا نحو : شارك زيد عمرا وهو الغالب عليه. ثم يكون بمعنى فعل نحو : سافرت وطارقت النعل ، وأن تفعل يكون لمطاوعة فعل نحو : كسره فتكسر ، و [للتكليف](١) نحو : تشجع ، وللعمل بعد العمل في [مهلة](٢) نحو : تفهم ، وللاتخاذ نحو : توسد ، وللاحتراز نحو : تأثم ، وللطلب نحو : تكبر أي استكبر. وأن تفاعل يكون من الجانبين صريحا نحو : تشاركا ، ولإظهارك من نفسك ما ليس لك نحو : تجاهلت ، وبمعنى فعل نحو : تباعد ، أي بعد ، وأن انفعل بابه لازم ، ولا يقع إلا حيث يكون علاج وتأثير ، وهو الذي حملهم على أن قالوا : انعدم خطأ ، وأن افتعل للمطاوعة نحو : غمه فاغتم ، وللاتخاذ نحو : استوى ، وبمعنى التفاعل نحو : اجتوروا ، وبمعنى فعل نحو : اكتسب ، وأن استفعل يكون للسؤال إما صريحا نحو : استكتب زيدا ، أو تقديرا نحو استقر زيد ، كأنه سأل ذلك نفسه ، وكذلك استحجر الطين ، كأنه سأل ذلك نفسه ، وكذلك استسمنت الشاة كأني سألت ذلك بصري. إلا أنه التزم حذف المفعول مثله في نحو : عدل في القضية ، والأصل عدل الحكم فيها : أي سواه ، وأمثال له.
هذا ما عندي فيه ، ويظهر من هذا أن النقل إلى الاستفعال نظير النقل إلى الأفعال ، والتفعيل في الكون من أسباب التعدية ، وأن افعوعل للمبالغة ، ولا يكون إلا لازما ، وأن افعول الغالب عليه اللزوم ، وأن أفعال وأفعل للألوان والعيوب ، ولا يكونان إلا لازمين ،
__________________
(١) في (غ): (وللتكلف).
(٢) في (ط): (مهملة) وهو تصحيف.