النقيض فتقول : بعض المبني منصرف ، وتضم إليه السابقة لاحقة ، فيتركب دليل من الضرب الثاني من الأول ، هكذا : بعض المبني منصرف ، وكل منصرف معرب ، فيحصل : بعض المبنيات معرب. وقد كان : لا شيء من المبني بمعرب.
أو كما إذا كان الدليل من الضرب الثاني من الثانية ، مثل : لا شيء من المبنيات بمعرب ، وكل منصرف معرب ، فلا شيء من المبنيات بمنصرف ، فتعكس السابقة ثم تصير لاحقة ، فيتركب دليل من الضرب الثالث من الأول ، هكذا : كل منصرف معرب ، ولا شيء من المعربات بمبني ، فيحصل ، لا شيء من المنصرف بمبني ، ثم تعكس الحاصل فيحصل : لا شيء من المبنيات بمنصرف. ويعرف هذا العمل بذي العكسين : بعكس يجري في ضمن الدليل ، وعكس يجري في الحاصل منه.
وإن شئت الخلف بالطريقين قلت : فإن كذب : لا شيء من المبنيات بمنصرف ، صدق نقيضه ، وهو : بعض المبنيات منصرف ، وعندنا : كل منصرف معرب ، فيحصل منهما : بعض المبنيات معرب. وقد كان : لا شيء من المبنيات بمعرب ، أو عكست النقيض ، فقلت : بعض المنصرف مبني ، وعندنا : لا شيء من المبنيات بمعرب ، فيحصل : بعض المنصرف ليس بمعرب ، وقد كان : كل منصرف معرب.
وأما الافتراض ، فكما إذا كان الدليل من الضرب الرابع من الثانية ، مثل : بعض الكلم ليس بمعرب ، وكل منصرف معرب ، فبعض الكلم ليس بمنصرف. فتفرض البعض المبني من الكلم نوعا وقدره الغايات ، واجعله كلا ، فقل : لا شيء من الغايات بمعرب ، ثم اعمل عمل ذي العكسين فقل : كل منصرف معرب ، ولا شيء من المعرب بغاية ، يحصل : لا شيء من المنصرفات بغاية ، ثم اعكس الحاصل ، يحصل : لا شيء من الغايات بمنصرف. وهو عين معنى : بعض الكلم ليس بمنصرف. وإنما يصار إلى الافتراض ؛ لامتناع اللاحق في الصورة الأولى ، بعضية على ما عرفت.
وأما الخلف فهو إن كذب : لا شيء من الغايات بمنصرف ، صدق : بعض الغايات منصرف. ويضم إليه ، وكل منصرف معرب ، فيحصل بعض الغايات معرب. وقد كان : لا شيء من الغايات بمعرب ؛ ولك أن توجه الخلف بالطريق العكسي على ما تكرر ، وهو أن تعكس النقيض فتقول : بعض المنصرف غاية ، وعندنا : لا شيء من