للكوفيين (١). أما الثلاثة ، فلكون البناء عليها أعدل الأبنية ، لا خفيفا خفيفا ، ولا ثقيلا ثقيلا ، ولانقسامه على المراتب الثلاث ، وهي : المبدأ ، والمنتهى ، والوسط بالسوية ، لكل واحد واحد ، لا تفاوت مع كونه صالحا لتكثير الصور المحتاج إليه في باب التنويع صلاحا فوق الاثنين ، دع الواحد ، ويظهر من هذا أن مطلوبية العدد فيما جنسه نوعه دون مطلوبيته فيما سوى ذلك. وأما التجاوز عنها إلى الأكثر ، فلكونه أصلح منها لتكثير الصور المحتاج إليه. وأما الاقتصار على الخمسة ، فليكون على قدر احتمال نقصانها زيادتها ، وقد ظهر من كلامنا هذا أن الكلمات الداخلة تحت الاشتقاق عند أصحابنا البصريين ، إما أن تكون ثلاثية ، أو رباعية ، أو خماسية في أصل الوضع.
__________________
(١) ذهب الكوفيون إلى أن نهاية أصول الكلمة ثلاثة ، وما زاد على الثلاثة حكموا بزيادته (انظر شرح شافية ابن الحاجب ١ / ص ٤٧).