قد كان هذا لكم عبرة |
|
للسيّد المتبوعِ والتابع (١) |
وبعد :
فيقول العبد الفقير ، الذليل الحقير ، المعترف بذنبه ، المنيب إلى ربّه ، الذي لم يكتب له الكرام الكاتبون عملاً صالحاً ، ولم تشهد له الملائكة المقرّبون يقيناً ناصحاً ، إلا ما يتقرّب به في كلّ آن من توحيد مالكه وربّه ، والانابة اليه بقالبه وقلبه ، وجعل ذكره أنيس خلوته ، وتلاوة كتابه جليس وحدته ، بالتوسّل إليه بأوليائه الطاهرين من أهل بيت نبيّه ، المتوكّل عليه بمجاورة الأكرمين من ذرّيّة وليّه ، وتشريف المنابر بذكر مناقبهم ، وتزيين المحاضر بنشر مراتبهم ، وإيضاح الدليل على سلوك سبيلهم ، وشفاء الغليل بتشريفهم وتفضيلهم ، وقمع رؤوس من عاداهم بمقامع نظمه ونثره ، وغيّض نفوس من ناواهم بتواضع خطبه وشعره ، محمد بن أبي طالب بن أحمد بن محمد المشهور بن طاهر بن يحيى بن ناصر بن أبي العزّ الحسيني الموسوي الحائري اُمّاً وأباً ، الامامي ملّة ومذهباً ، الحسيني نسباً ومحتداً (٢) ، الكركي (٣) منشأً ومولداً :
__________________
١ ـ روي الحديث والأبيات بتفاوتٍ. انظر :
تفسير القرآن لعبد الرزّاق الصنعاني : ٢ / ٢ / ٢٥٠ ، تفسر الطبري : ٢٧ / ٢٤ ، تفسير الكشف والبيان للثعلبي : ٢٩٧ ( مخطوط ) ، دلائل النبوّة لأبي نعيم : ٤٥٤ ح ٣٨٠ وص ٤٥٥ ح ٣٨١ وص ٤٥٧ ح ٣٨٣ ، دلائل النبوة للبيهقي : ٢ / ٣٣٨ ، الشفا للقاضي عياض : ١ / ٤٦٠ ، مجمع البيان : ٥ / ١٧٢ ، الدر المنثور : ٦ / ١٢١ ـ ١٢٢ ، ديوان حسّان بن ثابت : ١٥٣.
٢ ـ حَدا الشيء يَحدوه حَدواً واحتَداه : تبعه. « لسان العرب : ١٤ / ١٦٨ ـ حدا ـ ».
وقد تكون بالذال المعجمة ؛ حَذا حذوَة : فَعَل فعله ، يقال : فلان يحتَذي على مثال فلان إذا اقتدى به في أمره ، ويقال : حاذيت موضعاً إذا صرت بِحِذائه. « لسان العرب : ١٤ / ١٧٠ ـ حذا ـ ».
٣ ـ الكَرَك : قلعة حصينة جدّاً في طرف الشام ، من نواحي البلقاء في جبالها : « مراصد