« والنجم إذا هوى » أخبر بذلك عتبة (١) بن أبي لهب ، فجاء إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وتفل في وجهه وطلّق ابنته ، وقال : كفرت بالنجم وبربّ النجم ، فدعا عليه رسول الله وقال : اللهّم سلّط عليه كلباً من كلابك ، فخرج إلى الشام ، فنزل في بعض الطريق ، وألقى الله عليه الرعب ، فقال لأصحابه ليلاً : نيّموني بينكم ، ففعلوا : فجاء أسد فافترسه من بين الناس ، ففي ذلك يقول حسّان بن ثابت :
سائِل بني الأشعر (٢) إن جئتَهم |
|
ما كان أنبـاءُ أبي (٣) واسِع |
لا وسّـع اللهُُ لـه قـبره |
|
بل ضيَّقَ الله على القاطِع |
رمى رسول الله من بينـهم |
|
دون قريش رَمـية الـقادع |
واستَوجَـبَ الـدَّعوةَ منه بما |
|
بيّـن للنـاظـر والسامِـع |
فـسلّـط الله بـه كـلبَـه |
|
يمـشي الهوينا مشيةَ الخادع |
حتى أتـاه وسـط أصحـابه |
|
وقـد عَـلَتهُم سنـَةُ الهاجع (٤) |
فالـتَقَمَ الـرَأسَ بـيافـوخِه |
|
والنحر مـنه فغرة الـجائِع |
مَن يـرجـع الـعام إلى أهله |
|
فما أكيل الـسّـبع بالراجِع |
__________________
١ ـ لعلّه عتيبة كما ذكرت بعض المصادر ، لأنّ عتبة وأخوه معتب أسلما في عهد النبي صلىاللهعليهوآله . انظر الاصابة : ٢ / ٤٥٥ رقم ٥٤١٣ وج ٣ / ٤٤٣ رقم ٨١٢٠.
٢ ـ كذا في ديوان حسّان وغيره ، وفي الأصل : بني الأصفر.
وبني الأصفر تطلق على الروم لأنّ أباهم الأوّل كان أصفر اللون. انظر « لسان العرب : ٤ / ٤٦٥ ـ صفر ـ ».
٣ ـ كذا في بعض المصادر ، وفي الأصل : بني واسع.
وكان عتيبة بن أيب لهب بن عبد المطّلب يكنّى أبا واسع.
٤ ـ هذا البيت لم يورده في مجمع البيان.