ومواسيه بنفسه.
كم ركن للشرك هدم ، وركن صلب للكفر قصم ، وكم أدحض للجهل حجّة ، وكم أمعن للبغي مهجة ، وكم أخفى للنفاق محجّة ، وكم أفاء الله على المسلمين بسيفه أموالاً ودياراً وحدائق ذات بهجة.
كتب الله بيد عظمته منشور ولايته ، وختم بطابع عنايته توقيع خلافته ، وأوجب فرض ولايته على كافّة بريّته ، وجعل الرئاسة العامّة إلى يوم القيامة فيه وفي ذرّيّته ، ( إِنَّمَا وَلِيُّكُم ) (١) تاج سلطانه ، و ( قُل لَا أَسأَلُكُمُ ) (٢) خلعة عظيم شأنه ، وآية النجوى في حلية الفخر جواد سباقه ، وسورة هل أتى في عرصة المجد ميدان انطلاقه.
قرن الشمس مقعد أصله ، وهامة السماك مركب فضله ، عدله عميم ، وفضله عظيم ، ونوره تامّ ، وجوده عامّ ، وعلمه بحر زاخر ، وكفّه وجود هامر ، ولفظه لؤلؤ منثور ، وعزمه سيف مشهور ، وحبّه شرف وفخر ، وبغضه نفاق وكفر.
يعشق جماله قلبي ، ويعتقد كماله لبّي ، ويهوى ذكره لساني ، ويعتاد شكره جناني ، ويحلو تكرّر لفظه في لهواتي ، ويجلو فصيح وعظه كرباتي ، كلامه شفاء غمومي ، وخطبه مجلية همومي ، ونهج بلاغته سبيل بلاغتي ، وغرر درره حلية فصاحتي ، ينشي مدحه نشوات السرور في فؤادي ، ويستعذب وصفه دقيق فكري في إصداري وإيرادي.
إن نابني من عدوّي ناب وظفر ، فزعت إلى الدعاء باسمه في الجهر
__________________
١ ـ سورة المائدة : ٥٥.
٢ ـ سورة الشورى : ٢٣.