الله إلى جواره مختاراً ، وناداه بلسان قضائه جهاراً : يا من أطلعته على سرّي المصون ، وغيبي المكنون ، ( إنَّكَ مَيِّتٌ وَإنَّهُم مَيِّتُونَ ) (١).
ولمّا انقضى أجله الجليل ، وألمّت به الأسقام مؤذنة بوشك الرحيل ، انصدعت لتوجّعه قلوب المؤمنين ، وهمعت تألّمه عيون المسلمين.
وكان بدؤ مرضه صلىاللهعليهوآله يوم السبت أو يوم الأحد من صفر.
ولمّا اشتدّ مرضه قام صلىاللهعليهوآله آخذاً بيد عليّ عليهالسلام ، وتبعه جماعة من أصحابه ، وتوجّه إلى البقيع ، فقال : السلام عليكم أهل القبور ، ليهنئكم ما أصبحتم فيه ممّا فيه الناس ، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، يتبع
____________
وبعد دفـن رسول
الله كم ظهرت |
|
له معـاجــز قد
دقّت عـلى ... |
آل النبـيّ إليـكم
كـلّ مكـرمة |
|
تـتــرى علـى رغـم
من ... |
سفن النجـاة الـتي
قـد فاز ... |
|
لله مـا حـلّ فـي
هاتيـكم السفن |
قد جاد أجـداثكـم
جـود به ... |
|
وصار ربــعـكم
صـوب ... |
أنا ابن حمّـاد
الـعبدي فضـّلني |
|
ربــّي بما
خـصـّني فيكم و ... |
لا عذّب الله
اُمّـي انـّها شـربت |
|
حـبّ الوصيّ
وأسقتنيـه في اللبن |
وكان لـي والـد
يهوى أبا حسن |
|
فصرت من ذي وذا
أهوى أباحسن |
يا نفس إنّ شـبابي
كان يغدرني |
|
في اللهو والشيب
فيه الـيوم يعذلني |
كم من أخ لك
علّلـتيه ثـمّ قضى |
|
نحب الحياة
وأدرجتيه فـي الكـفن |
وأنت عمّا قلـيل
تلحـقـين بـه |
|
فأكثري الزاد
للترحـال واحتـجن |
وسوف تلقين بعد
الموت ما كسبت |
|
يداك من سيّء يا
نفـس أو حـسن |
لولا اتّكالي عـلى
عفـو الإله إذاً |
|
لكاد ذنـبي بما
أسـلفت يـؤنسني |
وليس لي عـمل أرجو
الـنجاة به |
|
إلاّ مــوالاة
مـولاي أبي حسـن |
أقول : وعلي بن حمّاد هو : أبو الحسن علي بن حمّاد بن عُبيد الله بن حمّاد العدويّ العبدي البصري ، من معاصري الشيخ الصدوق والنجاشي. « انظر : الغدير : ٤ / ١٥٣ ، أدب الطف ، ٢ / ١٦١ ـ ١٩٨ ».
١ ـ سورة الزمر : ٣٠.