والنبي صلىاللهعليهوآله يقول :
لا عيش إلا عيش الآخرة |
|
ربّ (١) ارحم الأنصار والمهاجرة |
وعلي أمير المؤمنين يقول :
لا يستوي من يعمل (٢) المساجدا |
|
يدأب فيها قائماً وقاعداً |
ومن يُرى عن الغبار (٣) حائداً
ثم انتقل من بيت أبي أيّوب إلى مساكنه التي بنيت له ؛ وقيل : كانت مدّة مقامه بالمدينة إلى أن بنى المسجد وبيوته من شهر ربيع الأوّل إلى صفر من السنة القابلة. (٤)
ولمّا كان بعد سبعة أشهر من الهجرة نزل جبرئيل عليه صلىاللهعليهوآله بقول : ( اُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ بأَنَّهُم ظُلِمُوا ) (٥) الآية ، وقلّد في عنق رسول الله صلىاللهعليهوآله سيفاً. وفي رواية : لم يكن له غمد ، وقال : حارب بهذا قومك حتى يقولوا لا إله إلا الله.
وروى أهل السير أنّ جميع ما غزا رسول الله صلىاللهعليهوآله بنفسه ستّ وعشرون غزاة ، على هذا النسق : الأبواء ، بواط (٦) العشيرة ، بدر الاُولى ، بدر
____________
١ ـ في المناقب : اللهم.
٢ ـ كذا في المناقب ، وفي الأصل : يعمر.
٣ ـ في المناقب : الغيار. ـ بمعنى : الغيرة ـ ، وكلاهما يناسب المقام. والحائد : المعرض والمائل عن الشيء.
٤ ـ مناقب ابن شهراشوب : ١ / ١٨٤ ـ ١٨٦ ، عنه البحار : ١٩ / ١٢٢ ح ٩.
٥ ـ سورة الحج : ٤٠.
٦ ـ بُواط : واد من أودية القبليّة ... ، وهو جبلٌ من جبال جُهينة ، بناحية رَضوى به غزاة للنبي صلىاللهعليهوآله . « مراصد الاطّلاع : ١ / ٢٢٨ ».