الله منهما جناحين يطير بهما في الجنّة ، ووجد فيه بعد أن قتل بضع وتسعون رمية وطعنة ، ليس منها شيء في دبره. (١)
وهذا أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين ، لم يجاهد أحد جهاده ، ولا يواسي الرسول صلىاللهعليهوآله مواساته ، وهو صلوات الله عليه صاحب الوقائع المشهورة ، والمقامات المذكورة ، التي اتّفق المخالف والمؤالف على نقلها ، وضربت الأمثال بشجاعته فيها ، كبدر واُحد والأحزاب وخيبر وحنين وأوْطَاس (٢) وغيرها من الغزوات والسرايا ، وفدى رسول الله صلىاللهعليهوآله بمبيته على فراشه حتى أنزل الله فيه : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشرِي نَفسَهُ ابتِغَاءَ مَرضَاتِ اللهِ ) (٣) وما زال صلوات الله عليه يذبّ عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ويكدح في إعلاء كلمته في حياته وبعد موته حتى قتل في محرابه راكعاً.
وكذلك ولداه الحسن والحسين صلى الله عليهما ، فإنّهما بالغا في النصحية لجدّهما ، وثابرا على آثار دينه وقمع الملحدين فيه ، لتكون كلمة الله العليا ، وكلمة الّذين كفروا السفلى ، حتى قتلا في سبيل الله وذرّيّتهما وولدهما ، وسبيت نساؤهما وذرّيّتهما.
وكذلك زيد بن علي بن الحسين صلوات الله عليه ، وولده يحيى بن زيد ، ومحمد بن زيد ، وغيرهما من أولاده وأحفاده.
__________________
١ ـ انظر : الاستيعاب : ١ / ٢١١ ، عنه البحار : ٢٢ / ٢٧٦.
وجامع الأصول : ٩ / ٢٤٨ ح ٦١٢٤ ، عنه البحار : ٢١ / ٥٨ ح ١٠.
وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ٢ / ٧٦٠ ، عنه البحار : ٢١ / ٦١ ـ ٦٢.
٢ ـ أوْطاس : واد في ديار هَوازن ، فيه كانت وقعة حُنَين ... ويومئذ قال النبي صلىاللهعليهوآله : حَمِيَ الوَطيسُ. « معجم البلدان : ١ / ٢٨١ ».
٣ ـ سورة البقرة : ٢٠٧.