خيراً.
وفي رواية : فقد ربّيت وكفلت صغيراً ، وآزرت ونصرت كبيراً.
ثمّ أقبل على الناس فقال : أم والله ، لأشفعنّ لعمّي شفاعة يعجب بها الثقلان. (١)
فدعا له صلىاللهعليهوآله ، وليس للنبيّ أن يدعو بعد الموت لكافر لقوله تعالى : ( وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنهُم مَاتَ أبَداً ) (٢) ، والشفاعة لا تكون إلا لمؤمن ( وَلَا يَشفَعُونَ إلّا لِمَنِ ارتَضَى ) (٣).
وأجمع أهل النقل من الخاصّة والعامّة أنّ النبي صلىاللهعليهوآله قيل له : ما ترجو لعمّك أبي طالب؟
قال : أرجو له كلّ خير من ربّي. (٤)
ولمّا مات أبو طالب أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله أمير المؤمنين من بين أولاده الحاضرين بتغسيله وتكفينه مواراته دون عقيل وطالب ، ولم يكن من أولاده من آمن في تلك الحال الا أمير المؤمنين عليهالسلام وجعفر ، وكان جعفر ببلاد الحبشة ، ولو كان كافراً لما أمر أمير المؤمنين بتغسيله وتولية أمره ،
__________________
١ ـ تاريخ اليعقوبي : ٢ / ٣٥ ، إيمان أبي طالب للشيخ المفيد : ٢٥ ـ ٢٦ ، متشابه القرآن ومتخلفه : ٢ / ٦٤ ، الحجّة على الذاهب ، ٢٦٥ ، الطرائف : ٣٠٥ ح ٣٩٣ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١٤ / ٧٦ ، بحار الأنوار ، ٣٥ / ١٢٥ ح ٦٧ وص ١٦٣ ، الغدير : ٧ / ٣٧٣.
٢ ـ سورة التوبة : ٨٤.
٣ ـ سورة الأنبياء : ٢٨.
٤ ـ إيمان أبي طالب للشيخ المفيد : ٢٧ ، الحجّة على الذاهب : ٧١ ـ ٧٢ ، الطرائف : ٣٠٥ ح ٣٩٤ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١٤ / ٦٨ ، كنز الفوائد : ١ / ١٨٤ ، بحار الأنوار : ٣٥ / ١٠٩ ح ٣٨ وص ١٥١ وص ١٥٦ ، الغدير : ٧ / ٣٧٣.