يهوذا ] (١) ( إِنَّهُ هُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ ) (٢) ، ( وَتَوَلََّى ـ يعقوب ـ عَنهُمْ ) لشدّة الحزن لما بلغه خبر [ حبس ] (٢) ابن يامين ، وهاج ذلك وجده بيوسف لانّه كان يتسلّى به ، ( وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ ) أي واطول حزني على يوسف.
عن سعيد بن جبير [ أنّه قال ] (٤) : لقد اُعطيت هذه الاُمّة عند المصيبة ما لم يعط الأنبياء قبلهم إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، ولو اُعطيها الأنبياء لاُعطيها يعقوب ، ( وَابيَضَّت عَينَاهُ مِنَ الحُزنِ ) والبكاء.
وسئل الصادق عليهالسلام : ما بلغ من حزن يعقوب (٥) على يوسف؟
قال : حزن سبعين حرى ثكلى ؛ وقيل : إنّه عمي ستّ سنين ، ( فَهُوَ كَظِيمٌ ) (٦) وهو المملوء من الهمّ والحزن ، الممسك للغيض لا يشكوه إلى أهل زمانه ، ولا يظهره بلسانه ، ولذلك لقّب موسى بن جعفر عليهماالسلام بالكاظم لكثره ما كان يتجرّع من الغيظ والغمّ طول أيّام خلافته لأبيه في ذات الله تعالى.
( قَالُوا ـ أي قال إخوة يوسف لأبيهم : ـ تَاللهِ تَفتَؤُا تَذكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً ) (٧) أي هالكاً دنفاً ، فاسد العقل ، قريباً من الموت ؛ وقيل : إنّهم قالوا ذلك تبرّماً ببكائه إذ تنغّص عيشهم (٨) بذلك ( قَالَ ـ يعقوب في جوابهم : ـ إِنَّمَا أَشكُوا بَثِّي وَحُزنِي إِلَى اللهِ ).
وروي عن النبي صلىاللهعليهوآله أن جبرئيل أتى يعقوب فقال : يا
__________________
١ و ٣ و ٤ ـ من المجمع.
٢ ـ سورة يوسف : ٨٣.
٥ ـ كذا في المجمع ، وفي الأصل : ما يبلغ حزن يعقوب.
٦ ـ سورة يوسف : ٨٤.
٧ ـ سورة يوسف : ٨٥.
٨ ـ كذا في المجمع ، وفي الأصل : عليهم ـ وهو تصحيف ـ.