ومنه نقلاً من مزار جعفر بن قولويه (١) ، بسنده عن بُرَيدِ العِجلِيّ : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أخبرني عن إسماعيل : الذي ذكره الله في كتابه حيث يقول ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ : إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا ) (٢) وساق الخبر كما تقدّم إلى أن قال إسماعيل عليهالسلام : في مناجاته لله إنك وعدت الحسين : أن تكرَّه حتّى ينتقم بنفسه ممَّن فعل ذلك به ، فحاجتي إليك يا ربّ أن تكرَّني إلى الدنيا حتّى أنتقم ممَّن فعل ذلك بي كما تكرُّ الحسين. فوعد الله إسماعيل بن حزقيل عليهالسلام : ذلك ، فهو يكرُّ مع الحسين (٣) : تمام الخبر ، وقد مرّ ذكره.
ومنه عنه بسنده عن حَرِيز : قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : جعلت فداك ، ما أقلّ بقاءكم أهل البيت : وأقرب آجالكم بعضاً من بعض ، مع حاجة هذا الخلق إليكم! فقال إن لكلِّ واحد منّا صحيفة فيها ما يحتاج إليه أن يعمل به في مدَّته ، فإذا انقضى ما فيها ممّا أُمر به عرف أن أجله قد حضره ، وأتاه النبيّ صلىاللهعليهوآله : ينعى إليه نفسه وأخبره بما عند الله ، وإن الحسين عليهالسلام : قرأ صحيفته التي أُعطيها وفسَّر له ما يأتي وما يبقى ، وبقي منها أشياء لم تنقضِ ، فخرج إلى القتال.
وكانت من تلك الأُمور التي بقيت أن الملائكة سألت الله في نصرته ، فأذن لها ، فمكثت تستعدُّ للقتال ، وتتأهَّب لذلك حتّى قتل ، فنزلت وقد انقطعت مدَّته ، وقتل صلوات الله وسلامه عليه فقالت الملائكة : يا رب ، أذنت لنا في الانحدار وأذنت لنا في نصرته فانحدرنا وقد قبضته. فأوحى الله تبارك وتعالى إليهم أن الزموا قبره حتّى تروه ، وإذا خرج فانصروه ، وابكوا عليه وعلى ما فاتكم من نصرته ؛ فإنّكم خصصتم بنصرته والبكاء عليه. فبكت الملائكة [ حزناً (٤) ] وجزعاً على ما فاتهم من نصرته ، فإذا خرج صلّى الله عليه يكونون أنصاره (٥).
__________________
(١) كامل الزيارات : ١٣٨ / ١٦٣.
(٢) مريم : ٥٤.
(٣) مختصر بصائر الدرجات : ١٧٧.
(٤) من المصدر ، وفي المخطوط « تعزيا ».
(٥) مختصر بصائر الدرجات : ١٧٨ ، باختلاف يسير.