خاتمة في بيان معنى الشرك بالله والكفر به اعلم أن الشرك ضد التوحيد ، والكفر ضد الإيمان ، وهما متقاربان في المعنى كالتوحيد والإيمان (١) ، وقد عرفت معنى التوحيد والإيمان.
فكلّ مَن ظنّ أن لله مثلاً وله جزءاً ، أو فيه جهة نقص ، أو جهة ظلم ، أو له شريكاً ، أو صفاته مغايرة لذاته ، أو كلّ صفة تغاير الأُخرى كالمخلوق ، أو أن له مكاناً ، أو يصعد ، أو ينزل ، أو يُرى بالقلوب ، أو بالأبصار في الدنيا أو الآخرة ، أو أنه يفعل القبيح ، أو أنه يخلق المعصية في العبد ويعذّبه عليها ، أو أنه بعد الرسول أهمل الخلق بلا خليفة ونائب عنه وحجّة له على عباده ، [ و ] وكل ذلك لاختيارهم وشهوتهم ، أو ظهرت له إمامة الأئمّة المذكورين وعصمتهم من المعقول أو المنقول فأنكرها ، أو أنكر ما ثبت من عصمتهم أو فضائلهم ، أو أنكر ما ثبت إخبار الرسول به من أُمور الدنيا والآخرة ، أو أنكر ما ثبت من معاجزه ، فقد كفر بالله وأشرك به ، فإن ذلك بعضه يقتضي إثبات واجبين وعبادة شيئين ، أو تكذيب الله بسبب تكذيب خلفائه ، وذلك يقتضي نسبة الظلم والعجز والنقص إليه تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً ، ونسبة ذلك إليه تعالى يقتضي إثبات المثل والتركيب أيضاً ، كما عرفت.
وكذلك عبادة غيره أو جعل مَن لم يجعله الله وينصبه خليفة له وواسطة ووسيلة
__________________
(١) في المخطوط : ( كالتوحيد والكفر ضد الإيمان ) ، والظاهر أن ( الكفر ضد ) زائدة.