ويحنِّطه ويلحده في حفرته الحسين بن عليّ عليهماالسلام ، ولا يلي الوصيَّ إلّا الوصيُّ مثله (١).
ومنه عن أحمد بن عقبة : عن أبيه عن أبي عبد الله عليهالسلام : أنه سئل عن الرجعة أحقّ هي؟ قال نعم.
فقيل له : من أوّل من يخرج؟ قال : م الحسين عليهالسلام ، يخرج إثر القائم عليهالسلام.
قلت : ومعه الناس كلّهم؟ قال بل كما ذكر الله تعالى في كتابه ( يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً ) (٢) قوماً بعد قوم (٣).
وعنه عليهالسلام يقبل الحسين عليهالسلام : في أصحابه الذين قتلوا معه ، ومعه سبعون نبيّاً كما بعثوا مع موسى بن عمران عليهالسلام ، فيدفع إليه القائم عليهالسلام : الخاتم ، فيكون الحسين عليهالسلام : هو الذي غسّله وكفّنه ويحنّطه ويلحده في حفرته (٤).
ومنه بسنده عن عليّ بن مهزيار : في حديث طويل قال فيه ثم قال يعني : م القائم ، عليه سلام الله ـ إذا فقد الصينيُّ وتحرّك المغربي وسار اليمانيّ وبويع السفيانيّ (٥) يؤذن لوليّ الله ، فأخرج بين الصفا والمروة في ثلاثمائة وثلاثة عشر سواء ، فأجيء إلى الكوفة فأهدم مسجدها وابنيه على بنائه الأوّل ، وأهدم ما حوله من بناء الجبابرة ، وأحجّ بالناس حجّة الإسلام ، وأجيء إلى يثرب فأهدم الحجرة وأُخرج من فيها وهما طريّان فآمر بهما تجاه البقيع ، وآمر بخشبتين يُصلبان عليهما ، فيورقان من تحتهما ، فيفتتن الناس بهما أشدّ من الأُولى ، فينادي منادي الفتنة من السماء : يا سماء ابيدي (٦) ، ويا أرض خذي. فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض إلّا مؤمن قد أخلص قلبه للإيمان.
قلت : يا سيدي ، ما يكون بعد ذلك؟ قال الكرّة الكرّة ، والرجعة الرجعة ، ثمّ تلا هذه الآية ( ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ ) (٧) الآية .. (٨).
__________________
(١) تفسير العياشي ٢ : ٣٠٤ / ٢٠ ، باختلاف ، مختصر بصائر الدرجات : ٤٨ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٩٣ ـ ٩٤ / ١٠٣.
(٢) النبإ : ١٨.
(٣) مختصر بصائر الدرجات : ٤٨.
(٤) مختصر بصائر الدرجات : ٤٨ ـ ٤٩ ، وفيه : « فيكون الحسين عليهالسلام هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ويواري به في حفرته ».
(٥) في المصدر : « وبويع العبّاسي ».
(٦) في المصدر : ( انبذي ).
(٧) الإسراء : ٦.
(٨) مختصر بصائر الدرجات : ١٧٦ ـ ١٧٧ ، باختلاف.