الوجوه الاعتباريَّة
وأما الاعتبار فمن طرق :
منها : أنه لا ريب في أن القرآن له تنزيل وتأويل ، والتأويل في كثير من الآيات لا يتمّ إلّا بالرجعة ، كما ظهر لك من الأخبار في آيات كثيرة ، مثل ( إِنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا ) (١) الآية.
و ( لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ ) (٢) ، وغيرهما ممّا لا يخفى على المتأمّل في أخبار أهل البيت عليهمالسلام.
ومنها : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله : وأمير المؤمنين : وفاطمة : والعشرة : الأئمّة الذين مضوا صلوات الله وتسليماته عليهم أجمعين إنما عبدوا الله في الدنيا سرّاً في دولة الجهل وسلطان التقيّة حتّى مضوا لم يعملوا في هذا العالم ، ولم يظهروا لهذا الخلق إلّا حرفاً أو حرفين من ثمانية وعشرين حرفاً ، ولا بدّ أن يعمل كلّ واحد منهم في الخلق بثمانية وعشرين حرفاً ، لا يختصّ بذلك القائم عليهالسلام : ؛ فإنه يجري لأوّلهم كما يجري لآخرهم (٣) ، كما استفاض عنهم ، صلوات الله عليهم.
والقائم : سلام الله عليه حال غيبته يعبد الله سرّاً ، كما مضى عليه آباؤه ، ولا بدّ أن يَعبُد الله جهراً كما وعده الله. وهذا غاية الشرف والكمال ، ومحال ألّا يفوز رسول الله صلىاللهعليهوآله : وخلفاؤه الذين مضوا بهذا الشرف ، ويختصّ به القائم عليهالسلام : ومن يكون في زمنه
__________________
(١) غافر : ٥١.
(٢) آل عمران : ٨٣.
(٣) انظر مثلاً الكافي ١ : ٣.