وهي أكثر ما وقفت عليه في سنيّ ملكه وجدتها دالّة ناطقة بلسان فصيح برجعة أهل البيت ، وإلّا لزم ؛ إمّا خلوّ الأرض من حجّة منهم ، أو أن القيامة بعد قيام القائم بأربعين سنة ، بعد ما ذكر من مدّة ملكه ، وأنه يرفع ، لا يموت ولا يقتل ، فيلزم طرح الآيات والروايات المستفيضة بأن كلّ مؤمن له قتلة وموتة (١) ، بل الضرورة الحاكمة بما صرّح به في الكتاب من أن ( كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ) (٢). فإمّا أن نقول بالرجعة أو نطرح تلك الأدلّة الصريحة عقلاً ونقلاً ، أو نقول بالمحال ، فتفطّن. والإشارة تكفي الحرّ ، والاستعجال صدّ عن زيادة البيان.
ومنها : ما رواه في ( البحار ) أيضاً نقلاً من [ غيبة الشيخ (٣) (٤) ] بسنده إلى الحسن بن عليّ الخزّاز : قال : دخل عليّ بن أبي حمزة : على أبي الحسن الرضا عليهالسلام ، فقال له : أنت إمام؟ قال نعم.
فقال له : إني سمعت جدّك جعفر بن محمّد : صلّى الله عليه يقول لا يكون الإمام إلّا وله عقب.
فقال عليهالسلام أنسيت يا شيخ ، أم تناسيت؟ ليس هكذا قال جعفر ، إنما قال جعفر : لا يكون الإمام إلّا وله عقب إلّا الإمام الَّذي يخرج عليه الحسين بن علي عليهماالسلام ، فإنه لا عقب له.
فقال له : صدقت جعلت فداك (٥).
ومنها : ما في ( البحار ) نقلاً من كتاب ( القائم ) للفضل بن شاذان : بسنده عن أبي عبد الله عليهالسلام : قال قال (٦) أمير المؤمنين عليهالسلام : على منبر الكوفة : والله إني لديّان الناس يوم الدين ، وقسيم الله بين الجنّة والنار لا يدخلهما داخل إلّا على أحد قِسميّ ، وأنا الفاروق الأكبر ، وقرن من حديد ، وباب الإيمان ، وصاحب المِيسَمِ ، وصاحب السنين ، وأنا صاحب النشر الأوَّل والنشر الآخر ،
__________________
(١) مختصر بصائر الدرجات : ١٩ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٦٤ / ٥٥ و ٦٥ / ٥٨ و ٦٦ / ٥٩.
(٢) آل عمران : ١٨٥.
(٣) في المخطوط : ( روضة الواعظين ) ، وإنما أثبتنا الرواية عن ( الغيبة ) لأن صاحب بحار الأنوار ينقلها عن الغيبة ، فضلاً عن أنها لم تكن موجودة في ( الروضة ).
(٤) الغيبة : ٢٢٤ / ١٨٨ ـ ٧.
(٥) بحار الأنوار ٢٥ : ٢٥١ / ٥ ، ٥٢ : ٧٥ / ٧٧.
(٦) في المخطوط بعدها : « لي ».