كُلَّ مُنْفَرِجٍ بين جِبَالٍ وآكامٍ (١) يكون منفذاً للسيل : فهو وادٍ(٢) * كُلُّ مدينة جامعة (٣) : فهي فُسْطاط(٤) ، ومنه قيل لمدينة مصر التي بناها عمرو بن العاص : الفُسْطَاط ، وفي الحديث : « عليكم بالجماعة فإنَّ يَدَ الله على الفُسْطَاط(٥). بكسر الفاء وضمها * كُلُّ مقامٍ قامَهُ (٦) الإِنسان لأمرٍ ما ، فهو مَوْطِنٌ له (٧) ، كقولك : إذا أتيتَ مكَّةَ فوقَفْتَ (٨) في تلك المواطن ، فادْعُ اللهَ لي. ويقالُ : المَوْطِنُ : المَشْهَدُ من مشاهدِ الحرب ، لقول (٩) طرفة (١٠) :
عَلَى مَوْطِن يَخْشَى الفَتَى عِنْدَه الرَّدَى |
|
مَتَى تَعْتَرِكْ فيه الفَرائضُ تُرْعَدِ |
٥ ـ فصل في الثياب
عن أبي عمرو بن العلاء (١١) ، والأصمعي ، وأبي عبيدة والليث (١٢)
كُلُّ ثوبٍ من قطنٍ أَبْيَضَ : فهو سَحْلٌ * كُلُّ ثَوْبٍ من الإِبريسم (١٣) : فهو حَرِيرٌ * كلُّ ما يلي الجَسَدَ من الثيابِ : فهو شِعَارٌ * كُلُّ ما يلي الشِّعار : فهو دِثارٌ (١٤) * و (١٥) كُلُّ مُلَاءَةٍ لم تَكُنْ لِفْقَيْن : فهي رَيْطَةٌ (١٦) * كُلُّ ثَوْبٍ يُبْتَذَلُ : فهو
__________________
(١) في ( ح ) : الآكام.
(٢) في ( ح ) : وادي تحريف. وانظر : الكلّيات لأبي البقاء ٩١٨.
(٣) في ( ل ) : « عظيمة ».
(٤) راجع اللغات فيها واشتقاقها في المنخل ١٩٠ ولف القماط ٣٤ وشفاء الغليل ١٦٨ والمعرب ٢٤٩.
(٥) يعني المدينة التي تجمع الناس ، وأصل الفسطاط بناء معروف من الخيم. وخرجه ابن الجوزي في غريبه ٢ / ١٩٣ وابن الأثير في النهاية ٣ / ٤٤٥.
(٦) في ( ل ) : ( قام فيه ).
(٧) ( له ) : ليست في ط ، ل.
(٨) في ( ل ) : ( فقمت ).
(٩) في ( ط ) : ( ومنه قول ).
(١٠) ذكر البيت لطرفة في المعلقات السبع للزوزني ٤٣ وجمهرة أشعار العرب ٢٠٩ وشرح ديوانه ٢٨ وشرح المعلقات العشر ٧٩.
(١١) « بن العلاء » ليست في ( ل ). وانظر ترجمته في : أخبار النحويين البصريين ٢٨ ونزهة الألباء ٢٤ وإنباء الرواة ٤ / ٢٥ مع مصادر بهامشه.
(١٢) في ( ل ) : « رحمهمالله ».
(١٣) الأبْرَيْسَم : أَعجمي معرّب بفتح الألف والراء ، وقال بعضهم : إبْرَيْسِم بكسر الألف وفتح الراء. وترجمته بالعربية : الذي يذهب صُعُداً قال ذو الرمة :
سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً |
|
وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ |
فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى |
|
برفقٍ مجيباً ( ما سألتَ يَهُونُ) |
المعرب ٢٧.
(١٤) في ( ل ) : دِثارُه ، والعبارة بنصها في الكلّيات لأبي البقاء ٥٢٣.
(١٥) ليست في ط ، ل.
(١٦) انظر : المنخّل للوزير المغربي ١٤.