الله عزوجل : (ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) يعني القرآن يقول الله عزوجل : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها) يعني آل محمد يدخلون قصور جنات كل قصر من لؤلؤة واحدة ليس فيها صدع ولا وصل ولو اجتمع أهل الإسلام فيها ما كان ذلك القصر إلّا سعة لهم له القباب من الزبرجد كل قبة لها مصراعان المصراع طوله اثنا عشر ميلا ، يقول الله عزوجل : (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) قالوا : والحزن ما اصابهم في الدنيا من الخوف والشدة» (١).
الحديث الرابع عشر : الطبرسي في (الاحتجاج) عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد اللهعليهالسلام عن هذه الآية (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) قال : «أي شيء تقول؟» قلت : اني أقول إنها خاصة في ولد فاطمة فقال عليهالسلام : «أما من سل سيفه ودعا الناس إلى نفسه إلى الضلال من ولد فاطمة وغيرهم فليس بداخل في هذه الآية» قلت : من يدخل فيها؟ قال : «الظالم لنفسه الذي لا يدعو الناس إلى ضلال ولا هدى والمقتصد منّا أهل البيت هو العارف حق الإمام والسابق بالخيرات هو الإمام» (٢).
الحديث الخامس عشر : ابن شهرآشوب عن محمد بن عبد الله بن الحسن عن آبائه والسدي عن أبي مالك عن ابن عباس ومحمد الباقر عليهالسلام في قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ) «وإنه لهو علي بن أبي طالب عليهالسلام» (٣).
الحديث السادس عشر : الطبرسي روى أصحابنا عن ميسر بن عبد العزيز عن الصادقعليهالسلام أنه قال : «الظالم من لا يعرف حق الإمام ، والمقتصد منّا العارف بحق الإمام ، والسابق بالخيرات [هو] الإمام وهؤلاء كلهم مغفور لهم» (٤).
الحديث السابع عشر : عن زياد بن المنذر عن أبي جعفر عليهالسلام : «أما الظالم لنفسه منّا فمن عمل عملا صالحا وأخر سيئا ، وأما المقتصد فهو المتعبد المجتهد ، وأما السابق بالخيرات فعلي والحسن والحسين عليهمالسلام ومن قتل من آل محمد شهيدا» (٥).
الحديث الثامن عشر : صاحب ثاقب المناقب عن أبي هاشم الجعفري قال : كنت عند أبي محمد يعني الحسن العسكري عليهالسلام ، فسألناه عن قول الله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ) قالعليهالسلام : «كلهم من آل
__________________
(١) تأويل الآيات : ٢ / ٤٨٣ ح ١٠.
(٢) الاحتجاج : ٢ / ١٣٩.
(٣) مناقب آل أبي طالب : ١ / ٣٨٧.
(٤) مجمع البيان : ٨ / ٢٤٦.
(٥) مناقب آل أبي طالب : ٣ / ٢٧٤.
محمد عليهمالسلام الظالم لنفسه الذي لا يقر بالإمام ، والمقتصد العارف بالإمام والسابق بالخيرات بإذن الله الإمام» قال : فدمعت عيناي وجعلت افكر في نفسي عظم ما أعطى الله آل محمد فنظر إليّ وقال : «الأمر أعظم بما حدثتك به نفسك من عظم شأن آل محمد فاحمد الله فقد جعلك متمسكا بحبلهم تدعى يوم القيامة بهم إذا دعي كل اناس بإمامهم فأبشر يا أبا هاشم فإنك على خير» (١).
__________________
(١) الثاقب في المناقب : ٥٦٦ / ٥٠٦.
الباب الثالث والخمسون
في قوله تعالى : (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) (١)
من طريق العامة وفيه حديثان
الحديث الأول : روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده عن محمد بن الحنفية عن عليعليهالسلام أنه قال : «أنا ذلك المؤذن» (٢).
الحديث الثاني : عن أبي صالح عن ابن عباس أنه قال لعلي في كتاب الله أسماء لا تعرفها الناس قوله فإذن مؤذن بينهم يقول ألا لعنة الله على الظالمين الذين كذبوا بولايتي واستخفوا بحقي»(٣).
الباب الرابع والخمسون
في قوله تعالى : (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)
من طريق الخاصة وفيه خمسة أحاديث
الحديث الأول : علي بن إبراهيم في تفسير في معنى الآية قال : حدثني أبي عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليهالسلام قال : «المؤذن أمير المؤمنين عليهالسلام يؤذن أذانا يسمع الخلائق كلها والدليل على ذلك قول الله عزوجل في سورة براءة (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) فقال أمير المؤمنينعليهالسلام : كنت أنا الأذان في الناس» (٤).
الحديث الثاني : محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عمر الحلال قال : سألت أبا الحسن عليهالسلام عن قوله تعالى : (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) قال : «المؤذن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليهالسلام» (٥).
الحديث الثالث : ابن بابويه قال : حدّثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضى الله عنه قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى بالبصرة قال : حدثني المغيرة بن محمد قال : حدّثنا رجا بن سلمة عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي عليهالسلام قال : «خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام بالكوفة منصرفه من النهروان وبلغه أن معاوية يسبه ويلعنه ويقتل أصحابه فقام خطيبا إلى أن قال عليهالسلام فيها : وانا المؤذن في الدنيا والآخرة ، قال اللهعزوجل : (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ
__________________
(١) الأعراف : ٤٤.
(٢) شواهد التنزيل : ١ / ٢٦٧ ح ٢٦١.
(٣) المصدر السابق : ح ٢٦٢.
(٤) تفسير القمي : ١ / ٢٣١.
(٥) الكافي : ١ / ٤٢٦ ح ٧٠.
بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) أنا ذلك المؤذن ، وقال : واذان من الله ورسوله فأنا ذلك الاذان».
الحديث الرابع : العياشي عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام في قوله : (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) قال : «المؤذن أمير المؤمنين عليهالسلام» (١).
الحديث الخامس : ابن الفارسي في روضة الواعظين قال الباقر عليهالسلام «(وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) قال : «المؤذن علي عليهالسلام» (٢).
الباب الخامس والخمسون
في قوله تعالى : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) (٣)
من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث
الحديث الأول : الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناد رفعه إلى أصبغ بن نباتة قال : كنت جالسا عند علي عليهالسلام فأتاه ابن الكوّاء فسأله عن هذه الآية فقال : «ويحك يا بن الكوّاء نحن نوقف يوم القيامة بين الجنة والنار فمن نصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنة ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار» (٤).
الحديث الثاني : تفسير الثعلبي في قوله في سورة الأعراف : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) عن ابن عباس أنه قال : الأعراف موضع عال من الصراط عليه العباس وحمزة وعلي بن أبي طالب وجعفر ذو الجناحين يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ، ومبغضيهم بسواد الوجوه(٥).
الحديث الثالث : صاحب (المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة) عن الأصبغ بن نباتة قال: كنت جالسا عند أمير المؤمنين عليهالسلام فأتاه ابن الكوّاء فقال له : يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله عزوجل (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) فقال عليهالسلام : «يا بن الكوّاء نحن نقف على الأعراف يوم القيامة بين الجنة والنار فمن نصرنا من شيعتنا ومحبينا عرفناه بسيماه وأدخلناه الجنّة ، ومن كان مبغضا لنا متناقصا لنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار» (٦).
__________________
(١) تفسير العياشي : ٢ / ١٧ ح ٤١.
(٢) روضة الواعظين : ١٠٥.
(٣) الأعراف : ٤٦.
(٤) شواهد التنزيل : ١ / ٢٦٣ ح ٢٥٦.
(٥) بحار الأنوار : ٨ / ٣٣١.
(٦) الصراط المستقيم : ١ / ٢٩٥ ، ومجمع البيان : ٤ / ٢٦٢.
الباب السادس والخمسون
في قوله تعالى : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ)
من طريق الخاصة وفيه خمسة وعشرون حديثا.
الحديث الأول : العياشي في تفسيره بإسناده عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن جدّه عن علي عليهالسلام قال : «أنا يعسوب المؤمنين وأنا أول السابقين وخليفة رسول ربّ العالمين وأنا قسيم الجنة والنار وأنا صاحب الأعراف» (١).
الحديث الثاني : العياشي بإسناده عن هلقام عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سالته عن قول الله: (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) ما يعني بقوله (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ) قال : «ألستم تعرفون عليكم عرفاء على قبائلكم ليعرفون من فيها من صالح أو طالح» قلت : بلى قال : «فنحن أولئك الرجال الذين يعرفون كلّا بسيماهم» (٢).
الحديث الثالث : العياشي بإسناده عن زادان عن سلمان قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول لعلي أكثر من عشر مرات : «يا علي إنك والأوصياء من بعدك أعراف بين الجنّة والنار لا يدخل الجنّة إلّا من عرفكم وعرفتموه ، ولا يدخل النار إلّا من انكركم وانكرتموه» (٣).
الحديث الرابع : العياشي بإسناد عن سعد بن طريف عن أبي جعفر عليهالسلام في هذه الآية (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) قال : «يا سعد هم آل محمد صلىاللهعليهوآله لا يدخل الجنّة إلّا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلّا من انكرهم وانكروه» (٤).
الحديث الخامس : العياشي عن كرام قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «إذا كان يوم القيامة أقبل سبع قباب من نور يواقيت خضر وبيض في كل قبة إمام دهره قد احتف به أهل دهره برّها وفاجرها حتى يقفون بباب الجنة فيطلع أولها صاحب قبة اطلاعة فيميز أهل ولايته وعدوه ثم يقبل على عدوه فيقول أنتم الذين اقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم اليوم لأصحابه فيسود وجه الظالم فيميز أصحابه إلى الجنة وهم يقولون (رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ
__________________
(١) تفسير العياشي : ٢ / ١٨ ح ٤٢.
(٢) تفسير العياشي : ٢ / ١٨ ح ٤٣.
(٣) تفسير العياشي : ٢ / ١٨ ح ٤٤.
(٤) تفسير العياشي : ٢ / ١٨ ح ٤٥.
الظَّالِمِينَ) فإذا نظر أهل القبة الثانية إلى قلّة من يدخل الجنّة وكثرة من يدخل النار خافوا أن لا يدخلوها وذلك قوله (لَمْ يَدْخُلُوها) وهم يطمعون» (١).
الحديث السادس : العياشي بإسناده عن الثمالي قال : سئل أبو جعفر عليهالسلام عن قول الله : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) فقال أبو جعفر عليهالسلام : «نحن الأعراف الذين لا يعرف الله إلا بسبب معرفتنا ونحن الأعراف الذين لا يدخل الجنّة إلا من عرفنا وعرفناه ، ولا يدخل النار إلا من انكرنا وانكرناه وذلك بأن الله لو شاء أن يعرف الناس نفسه لعرفهم ولكنه جعلنا سببه وسبيله وبابه الذي يؤتى منه» (٢).
الحديث السابع : الطبرسي في (مجمع البيان) في معنى الآية قال أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهالسلام : «الأعراف كثبان (٣) بين الجنّة والنار فيقف عليها كل نبي وكل خليفة نبي مع المذنبين من أهل زمانه ، كما يقف صاحب الجيش مع الضعفاء من جنده ، وقد سيق المحسنون إلى الجنة ، فيقول ذلك الخليفة للمذنبين الواقفين : انظروا إلى إخوانكم المحسنين قد سبقوا (٤) فيسلم المذنبون عليهم وذلك قوله : (وَنادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ) ، ثم أخبر سبحانه أنّهم (لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ) يعني : هؤلاء المذنبين لم يدخلوا الجنة وهم يطمعون أن يدخلهم الله إياها بشفاعة النبي صلىاللهعليهوآله والإمام ، وينظر هؤلاء المذنبون إلى أهل النار فيقولون (رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ثم ينادي أصحاب الأعراف وهم الأنبياء والخلفاء أهل النار مقرعين لهم : (ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ) يعني : هؤلاء المستضعفين الذين كنتم تحقرونهم ، تستطيلون بدنياكم عليهم ، ثم يقولون لهؤلاء المستضعفين عن أمر من الله بذلك لهم (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ)» (٥).
الحديث الثامن : محمد بن الحسن الشيباني في تفسيره (نهج البيان) في معنى الآية قال : قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهالسلام : «الرجال هنا الأئمة من آل محمد عليهمالسلام يكونون على الأعراف حول النبي صلىاللهعليهوآله يعرفون المؤمنين بسيماهم ، فيدخلون الجنّة كل من عرفهم وعرفوه ويدخلون النار من انكرهم وانكروه» (٦).
__________________
(١) تفسير العياشي : ٢ / ١٩ ح ٤٧.
(٢) تفسير العياشي : ٢ / ١٩ ح ٤٨.
(٣) وهو التلّ من الرمل.
(٤) في المصدر : سيقوا.
(٥) مجمع البيان : ٤ / ٢٦٢.
(٦) تأويل الآيات : ١ / ١٧٥ ح ١١ بتفاوت وشرح النهج لابن أبي الحديد : ٩ / ١٥٢ شرح المختار (١٥٢) روى ذيل الحديث.
الحديث التاسع : محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن محمد بن جمهور عن عبد الله ابن عبد الرّحمن الأصم عن الهيثم بن واقد عن مقرن قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «جاء ابن الكوّاء إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : يا أمير المؤمنين (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) فقال : «نحن على الأعراف نعرف أنصارنا بسيماهم ، ونحن الأعراف الذي لا يعرف الله عزوجل إلا بسبيل معرفتنا ، ونحن الأعراف يوقفنا الله عزوجل يوم القيامة على الصراط فلا يدخل الجنّة إلا من عرفنا وعرفناه ولا يدخل النار إلا من انكرنا وانكرناه إن الله تبارك وتعالى لو شاء لعرف الناس نفسه ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فإنهم (عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) فلا سواء من اعتصم الناس به ولا سواء حيث ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض وذهب من ذهب إلينا إلى عيون صافية تجري بأمر ربها لا نفاد لها ولا انقطاع» (١).
الحديث العاشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضى الله عنه قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى بالبصرة قال : حدثني المغيرة بن محمد قال : حدّثنا رجا بن سلمة عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي عليهالسلام عن عليعليهالسلام في خطبته أشير إليها قريبا قال عليهالسلام : «ونحن أصحاب الأعراف أنا وعمّي وأخي وابن عمّي والله فالق الحب والنوى لا يلج النار لنا محبّ ولا يدخل الجنّة لنا مبغض يقول الله عزوجل : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ)» (٢).
الحديث الحادي عشر : سعد بن عبد الله في (بصائر الدرجات) قال : حدّثنا محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب عن عبد الرّحمن بن أبي هاشم عن أبي سلمة سالم بن مكرم الجمال عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عزوجل : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) قال : «نحن أولئك الرجال الأئمة منّا يعرفون من يدخل النار ومن يدخل الجنة كما تعرفون في قبائلكم الرجل منكم يعرف من فيها من صالح أو طالح» (٣).
الحديث الثاني عشر : سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضل الصير في عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر وإسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله عزوجل : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) قال : «هم الأئمة من أهل
__________________
(١) الكافي : ١ / ١٨٤ ح ٩.
(٢) معاني الأخبار : ٥٩.
(٣) بصائر الدرجات : ٤٩٥ / ١.
بيت محمد عليهمالسلام» (١).
الحديث الثالث عشر : سعد هذا قال : حدثني أبو الجواز المنبه بن عبد الله التميمي قال : حدثني الحسين بن علوان الكلبي عن سعد بن طريف عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سألته عن هذه الآية (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) فقال : «يا سعد آل محمد صلىاللهعليهوآله هم الأعراف لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلا من انكرهم وانكروه وهم أعراف لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتهم» (٢).
الحديث الرابع عشر : سعد عن أحمد وعبد الله أبي محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب الخراز عن بريد بن معاوية العجلي قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل :
(وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) قال : «انزلت في هذه الأمة والرجال هم الأئمة من آل محمد صلىاللهعليهوآله» قلت : فما الأعراف؟ قال : «صراط بين الجنة والنار فمن شفع له الأئمة منّا من المؤمنين المذنبين نجا ومن لم يشفعوا له هوى» (٣).
الحديث الخامس عشر : سعد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن علوان عن سعد ابن طريف عن الأصبع بن نباتة قال : كنت عند أمير المؤمنين عليهالسلام فقال له رجل : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) فقال له علي عليهالسلام : «نحن الأعراف نحن نعرف أنصارنا بسيماهم ونحن الأعراف الذي لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتنا ونحن الأعراف نوقف يوم القيامة بين الجنة والنار فلا يدخل الجنة إلّا من عرفنا وعرفناه ، ولا يدخل النار إلّا من انكرنا وانكرناه وذلك بأن الله عزوجل لو شاء لعرف الناس نفسه حتى يعرفوه ويوحدوه ويأتوه من بابه ولكن جعلنا الله أبوابه وصراطه وسبيله وبابه الذي يؤتى منه» (٤).
الحديث السادس عشر : سعد عن علي بن أحمد بن علي بن سعيد الأشعري عن حمدان بن يحيى عن بشر بن حبيب عن أبي عبد الله عليهالسلام إنه سئل عن قول الله عزوجل (وَبَيْنَهُما حِجابٌ) قال : «سور بين الجنّة والنار عليه قائم محمد صلىاللهعليهوآله وعلي والحسن والحسين وفاطمة وخديجة الكبرى فينادون أين محبونا أين شيعتنا؟ فيقبلون إليهم فيعرفونهم باسمائهم وأسماء آبائهم وذلك قوله عزوجل : (يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) أي باسمائهم فياخذون بأيديهم فيجوزون بهم على الصراط ويدخلونهم الجنة».
__________________
(١) بصائر الدرجات : ٥٠٠ / ١٧.
(٢) بصائر الدرجات : ٤٩٦ / ٤.
(٣) بصائر الدرجات : ٤٩٦ / ٥.
(٤) بصائر الدرجات : ٤٩٦ / ٦.
الحديث السابع عشر : سعد عن معلي بن محمد البصري قال : حدّثنا أبو الفضل المدني عن أبي مريم الأنصاري عن المنهال بن عمرو عن رزين بن حبش عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : سمعته يقول : «ان العبد إذا ادخل حفرته أتاه ملكان اسمهما منكر ونكير فأول ما يسألانه عن ربه ثم عن نبيه ثم عن وليه فإن أجاب نجا وإن تحير عذباه» فقال له رجل : فما حال من عرف ربه ولم يعرف وليه (١)؟
قال : «مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) فذلك لا سبيل له وقد قيل للنبي صلىاللهعليهوآله : من ولينا يا نبي الله؟ فقال : وليكم في هذا الزمان عليعليهالسلام ومن بعده وصيه ولكل زمان عالم يحتج الله به لئلا يكون كما قال الضّلال قبلهم حين فارقتهم أنبيائهم (رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى) فما كان من ضلالهم وهي جهالتهم بالآيات وهم الأوصياء فأجابهم الله عزوجل : (فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِ) ومن اهتدى ، وإنما كان تربصهم إن قالوا : نحن في سعة عن معرفة الأوصياء حتى نعرف إماما فعرفهم الله بذلك.
والأوصياء هم أصحاب الصراط وقوف عليه لا يدخل الجنة إلّا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار الّا من أنكرهم وانكروه ؛ لأنهم عرفاء الله عرفهم عليه عند أخذ المواثيق عليهم ووصفهم في كتابه فقال عزوجل : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) وهم الشهداء على أوليائهم والنبي صلىاللهعليهوآله الشهيد عليهم أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة وأخذ النبي صلىاللهعليهوآله المواثيق بالطاعة فجرت نبوته عليهم ذلك قول الله عزوجل : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً)» (٢).
الحديث الثامن عشر : سعد عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن أسباط عن أحمد بن حبك عن بعض أصحابه عن من حدثه عن الأصبغ بن نباتة عن سلمان الفارسي قال : قال : أشهدوا قال : اقسم بالله لسمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول لعلي عليهالسلام : «يا علي إنك والأوصياء من بعدي» أو قال : «من بعدك أعراف لا يعرف الله إلّا بسبيل معرفتهم ، وأعراف لا يدخل الجنة إلا من عرفكم وعرفتموه ، ولا يدخل النار إلا من انكركم وانكرتموه».
الحديث التاسع عشر : سعد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن بعض أصحابه عن سعد بن طريف قال : قلت لأبي جعفر : قول الله عزوجل : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا
__________________
(١) في المصدر : نبيّه.
(٢) بصائر الدرجات : ٤٩٨ / ٩.
بِسِيماهُمْ) قال : «يا سعد إنها أعراف لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ، وأعراف لا يدخل النار إلا من انكرهم وانكروه ، وأعراف لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتهم فلا سواء ما اعتصمت به المعتصمة ، ومن ذهب من الناس ذهب الناس الى عين كدرة يفرغ بعضها في بعض ، ومن أتى آل محمد أتى عينا صافية تجري بأمر الله ليس لها نفاد ولا انقطاع ، وذلك أن الله لا أراهم شخصه حتى يأتوه من بابه ولكن جعل الله محمدا وآل محمد صلىاللهعليهوآله أبوابه التي يؤتى منها وذلك قول الله : (لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها)» (١).
الحديث العشرون : سعد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عثمان بن مروان عن المنخل بن جميل عن جابر بن يزيد قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن الأعراف ما هم؟ فقال : «هم أكرم الخلق على الله تبارك وتعالى» (٢).
الحديث الحادي والعشرون : سعد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عزوجل : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) فقال : «هم الأئمة منا أهل البيت في باب من ياقوت أحمر على سور الجنة يعرف كل إمام منّا ما يليه» قال رجل : ما معنى ما يليه فقال : «من القرن الذي هو فيه إلى القرن الذي كان» (٣).
الحديث الثاني والعشرون : سعد عن معلى بن محمد البصري عن محمد بن جمهور عن عبد الله بن عبد الرّحمن الأصم عن الهيثم بن واقد عن مقرن قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «جاء ابن الكوّاء إلى أمير المؤمنين عليهالسلام» وقد تقدم من طريق محمد بن يعقوب (٤).
الحديث الثالث والعشرون : سعد عن أحمد بن الحسين الكناني قال : حدّثنا عصم بن محمد المجاري قال : حدّثنا يزيد بن عبد الله الخيبري قال : حدّثنا الحسين بن مسلم البجلي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) قال : «نحن أصحاب الأعراف من عرفنا فإلى (٥) الجنّة ومن انكرنا فإلى النار» (٦).
الحديث الرابع والعشرون : علي بن إبراهيم في تفسيره قال : حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن بريد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «الأعراف كثبان بين الجنّة والنار
__________________
(١) بصائر الدرجات : ٤٩٩ / ١.
(٢) بصائر الدرجات : ٥٠٠ / ١٦.
(٣) بصائر الدرجات : ٥٠٠ / ١٩.
(٤) بصائر الدرجات : ٤٩٧ / ٨.
(٥) هذا من المختصر وفي البصائر المطبوع : كان منا ومن كان منا كان في الجنة.
(٦) مختصر البصائر : ٥٥ ، والبصائر : ٥١٩ / ح ١٣ باب أنهم يعرفون أهل الجنة.
والرجال الأئمة عليهمالسلام ، يقفون على الأعراف مع شيعتهم وقد سبق المؤمنون إلى الجنّة بلا حساب فيقول الأئمة لشيعتهم من أصحاب الذنوب : انظروا إلى إخوانكم في الجنة قد سبقوا لها بلا حساب ، وهو قوله تعالى : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ) ثم يقال لهم : انظروا إلى أعدائكم في النار وهو قوله : (وَإِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ) في النار (قالُوا ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ) في الدنيا (وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ) ثم يقولون لمن في النار من أعدائهم أهؤلاء شيعتي وإخواني الذين كنتم أنتم تخلفون في الدنيا أن لا ينالهم الله برحمة ثم يقول الأئمة لشيعتهم (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ)» (١).
الحديث الخامس والعشرون : أبو علي الطبرسي في (مجمع البيان) في تفسير هذه الآية قال : اختلف في المراد بالرجال هنا على أقوال إلى أن قال : وقال أبو جعفر عليهالسلام : «هم آل محمد عليهمالسلام لا يدخل الجنّة إلّا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلا من انكرهم وانكروه» (٢).
__________________
(١) تفسير القمي : ١ / ٢٣٢.
(٢) مجمع البيان : ٤ / ٢٦١.
الباب السابع والخمسون
في قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) (١)
من طريق العامة وفيه حديث واحد
مجاهد في قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً) كفرت بنو امية بمحمد وأهل بيته (٢).
الباب الثامن والخمسون
في قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ)
من طريق الخاصة وفيه اثنا عشر حديثا
الحديث الأول : محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن بسطام بن مرة عن إسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن علي بن الحسين العبدي عن سعد الإسكافي عن الأصبغ قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «ما بال أقوام غيّروا سنة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وعدلوا عن وصيه لا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب» ثم تلا هذه الآية «(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ) ثم قال : «نحن النعمة التي انعم الله بها على عباده وبنا يفوز من فاز يوم القيامة» (٣).
الحديث الثاني : ابن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن محمد بن أروته عن علي بن حسان عن عبد الرّحمن بن كثير قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً) الآية «عنى بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول الله صلىاللهعليهوآله ونصبوا له الحرب وجحدوا وصية وصيه» (٤).
الحديث الثالث : ابن يعقوب عن الحسين بن محمد الأشعري عن معلي بن محمد الوشاء عن أبان بن عثمان عن الحرث النضري قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً) قال : «ما تقولون في ذلك؟» قلت : نقول هم الأفجران من قريش بنوا امية وبنوا
__________________
(١) إبراهيم : ٢٨.
(٢) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٢٩٥.
(٣) الكافي : ١ / ٢١٧ ح ١.
(٤) الكافي : ١ / ٢١٧ ح ٤.
المغيرة قال : ثم قال : «هي والله قريش قاطبة إن الله تبارك وتعالى خاطب نبيه صلىاللهعليهوآله فقال : (إني فضلت قريشا على العرب واتممت عليهم نعمتي وبعثت إليهم رسولي فبدلوا نعمتي كفرا واحلوا قومهم دار البوار)» (١).
الحديث الرابع : علي بن إبراهيم في تفسيره قال : حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن عثمان بن عيسى عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً) قال : «نزلت في الأفجرين من قريش : بني امية وبني المغيرة فأما بنوا المغيرة فقطع الله دابرهم يوم بدر وأما بنوا امية فمتعوا إلى حين» ثم قال : «ونحن والله نعمة الله التي انعم الله بها على عباده وبنا يفوز من فاز ثم قال لهم : (تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ)»(٢).
الحديث الخامس : علي بن إبراهيم قال : حدثني أبي عن إسحاق عن الهيثم عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليهالسلام قال : «ما بال قوم غيروا سنة رسول الله صلىاللهعليهوآله وعدلوا عن وصيته في حق علي والأئمة عليهمالسلام ، ولا يخافون أن ينزل بهم العذاب» ثم تلا هذه الآية «(الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ) قال : «نحن والله نعمة التي أنعم الله بها على عباده وبنا فاز من فاز» (٣).
الحديث السادس : العياشي في تفسيره عن عمرو بن سعيد قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله تعالى : (الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) قال : فقال : «ما تقولون في ذلك؟» قال : نقول : هم الأفجران من قريش بنوا امية وبنوا المغيرة قال : «بلى هي قريش قاطبة إن الله خاطب نبيه فقال : (اني قد فضلت قريشا على العرب واتممت عليهم نعمتي وبعثت إليهم رسولا فبدلوا نعمتي وكذبوا رسلي» (٤).
الحديث السابع : العياشي قال : في رواية أبي زيد الشحام عنه عليهالسلام يعني أبا عبد الله عليهالسلام قال : قلت : له بلغني إن أمير المؤمنين عليهالسلام سئل عنها فقال : «عنى بذلك الأفجران من قريش : امية ومخزوم فأما مخزوم فقتلها الله يوم بدر وأما امية فمتعوا إلى حين» فقال أبو عبد الله عليهالسلام : «عنى الله والله بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول الله ونصبوا له الحرب» (٥).
الحديث الثامن : العياشي بإسناده عن الأصبغ بن نباتة قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام في قوله : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً) قال : «نحن النعمة التي انعم الله بها على العباد»(٦).
__________________
(١) الكافي : ٨ / ١٠٣ ح ٧٧.
(٢) تفسير القمي : ١ / ٣٧١.
(٣) تفسير القمي : ١ / ٨٦.
(٤) تفسير القمي : ٢ / ٢٢٩ ح ٢٢.
(٥) تفسير القمي : ٢ / ٢٢٩ ح ٢٣.
(٦) تفسير العياشي : ٢ / ٢٢٩ ح ٢٤.
الحديث التاسع : العياشي بإسناده عن ذريح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سمعته يقول : «جاء ابن الكوّاء إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فسأله عن قول الله : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) قال : تلك قريش بدلوا نعمة الله كفرا وكذبوا نبيه يوم بدر»(١).
الحديث العاشر : العياشي بإسناده عن سابق بن طلحة الأنصاري قال : كان مما قال هارون لأبي الحسن موسى عليهالسلام حين ادخل عليه ما هذه الدار ودار من هي؟ قال : لشيعتنا فترة ولغيرهم فتنه قال : فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟ قال : «أخذت منه عامرة ولا يتخذها إلّا معمورة» فقال : أين شيعتكم؟
فقرأ أبو الحسن عليهالسلام : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) قال له : فنحن كفار قال : «لا ولكن كما قال الله (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) فغضب عند ذلك وغلظ عليه» (٢).
الحديث الحادي عشر : العياشي بإسناده عن محمد بن حاتم قال : وجدت في كتاب أبي حمزة الزيات عن عمر بن مرة قال : قال ابن عباس لعمر : يا أمير المؤمنين هذه الآية (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) قال : «هما الأفجران من قريش أخوالي وأعمامك فأما أخوالي فاستأصلهم الله يوم بدر ، وأما أعمامك فأملى الله لهم إلى حين» (٣).
الحديث الثاني عشر : العياشي بإسناده عن المشوف عن علي بن أبي طالب عليهالسلام في قوله: (وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) قال : «هما الأفجران من قريش بنوا امية وبنوا المغيرة» (٤).
__________________
(١) تفسير العياشي : ٢ / ٢٢٩ ح ٢٥.
(٢) تفسير العياشي : ٢ / ٢٢٩ ح ٢٦.
(٣) تفسير العياشي : ٢ / ٢٣٠ ح ٢٧.
(٤) تفسير العياشي : ٢ / ٢٣٠ ح ٢٨.
الباب التاسع والخمسون
في قوله تعالى : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (١)
من طريق العامة وفيه ستة أحاديث
الحديث الأول : الثعلبي في تفسيره في تفسير هذه الآية أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد القايني قال : حدّثنا القاضي أبو الحسن محمد بن عثمان النصيبي ببغداد قال : حدّثنا أبو بكر السبيعي بحلب حدثني الحسن بن إبراهيم بن الحسن الجصاص أخبرنا حسين بن حكم أخبرنا سعيد بن عثمان عن أبي مريم حدثني عبد الله بن عطاء قال : كنت جالسا مع أبي جعفر في المسجد فرأيت عبد الله بن سلام فقلت : هذا الذي عنده علم الكتاب فقال : إنما ذلك علي بن أبي طالب عليهالسلام (٢).
الحديث الثاني : الثعلبي بإسناده عن السبيعي حدّثنا عبد الله بن محمد بن منصور عن الجنيد الرازي محمد بن الحسين بن أشكاب حدّثنا محمد بن مفضل حدّثنا جندل علي عن إسماعيل بن سمعان عن أبي عمر زادان عن ابن الحنفية ومن عنده علم الكتاب قال : هو علي بن أبي طالب(٣).
الحديث الثالث : ابن شهرآشوب من طريق الخاصة والعامة رواه عن محمد بن مسلم وأبي حمزة الثمالي وجابر بن يزيد عن الباقر عليهالسلام وعلي بن فضال والفضيل بن يسار وأبي بصير عن الصادق عليهالسلام وأحمد بن محمد الحلبي ومحمد بن الفضيل عن الرضا عليهالسلام وقد روى عن موسى بن جعفر وعن زيد بن علي عليهالسلام وعن محمد بن الحنفية وعن سلمان الفارسي وعن أبي سعيد الخدري وإسماعيل السدي أنهم قالوا : في قوله تعالى : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) هو علي بن أبي طالب عليهالسلام والثعلبي في تفسيره عن معاوية عن الأعمش عن أبي صالح وروى عن عبد الله بن عطاء عن أبي جعفر أنه قيل لهما زعموا أن الذي عنده علم الكتاب عبد الله بن سلام ، قال : ذاك علي بن أبي طالب ، وروى أنه سئل سعيد بن جبير (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) عبد الله بن سلام قال : لا فكيف وهذه السورة مكية ، وقد روى عن ابن عباس لا والله ما هو إلا علي
__________________
(١) الرعد : ٤٣.
(٢) العمدة : ٢٩١ / ٤٧٦ عن الثعلبي.
(٣) العمدة : ٢٩١ / ٤٧٧ عن الثعلبي.
بن أبي طالب عليهالسلام لقد كان عالما بالتفسير والتأويل والناسخ والمنسوخ والحلال والحرام ، وروى عن ابن الحنفية : علي بن أبي طالب عنده علم الكتاب الأول والآخر رواه النطنزي في الخصائص من طريق المخالفين ورواه الثعلبي بطريقين في معنى ومن عنده علم الكتاب». (١)
الحديث الرابع : الفقيه ابن المغازلي الشافعي بإسناده عن علي بن عابس قال : دخلت أنا وأبو مريم على عبد الله بن عطاء قال أبو مريم : حدث عليا الحديث الذي حدثتني عن أبي جعفر قال : كنت عند أبي جعفر عليهالسلام جالسا إذ مر عليه ابن عبد الله بن سلام قلت : جعلني الله فداك هذا ابن الذي عنده علم الكتاب؟ قال : «لا ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب الذي نزلت فيه آيات من كتاب الله عزوجل (الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا)» (٢).
الحديث الخامس : أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن ابن الحنفية في قوله عزوجل : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) قال : علي بن أبي طالب عليهالسلام (٣).
الحديث السادس : الشيخ علي بن يونس النباطي العاملي في كتاب صراط المستقيم قال : في تفسير الثعلبي عن ابن عطاء قال : رأيت ابن سلام فقلت : هذا الذي عنده علم الكتاب قال : إنما ذلك علي بن أبي طالب ، ونحوه روى أبو نعيم عن ابن الحنفية بطريقين ، قال : والرواية منسوبة إلى ابن عمر إلى جابر إلى أبي هريرة إلى عائشة (٤).
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب : ١ / ٣٠٩.
(٢) مناقب ابن المغازلي : ١٩٤ / ح ٣٥٨.
(٣) خصائص الوحي المبين : ٢١٣ / ح ١٥٩ ، وشواهد التنزيل : ١ / ٣٠٩ ـ ٤٠١.
(٤) الصراط المستقيم : ١ / ١٦٦ باب ١٦.
الباب الستون
في قوله تعالى : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ)
من طريق الخاصة وفيه ثمانية عشر حديثا
الحديث الأول : محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن محمد ابن الحسن عن من ذكره جميعا عن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) قال : «إيانا عنى وعليعليهالسلام أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبي صلىاللهعليهوآله» (١).
الحديث الثاني : ابن يعقوب عن أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه عن سدير قال : كنت أنا وأبو بصير ويحيى البزاز وداود بن كثير في مجلس أبي عبد الله عليهالسلام إذ خرج علينا وهو مغضب فلما أخذ مجلسه قال : «يا عجب لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب وما يعلم الغيب إلّا الله عزوجل لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت مني فما علمت في أي بيوت الدار هي» قال سدير : فلما إن قام من مجلسه وصار في منزله دخلت أنا وأبو بصير وميسر وقلنا له : جعلنا الله فداك سمعناك وأنت تقول كذا وكذا في أمر جاريتك ، ونحن نعلم أنك تعلم علما كثيرا ، ولا ننسبك إلى علم الغيب قال : فقال : «يا سدير أما تقرأ القرآن» قلت : بلى قال : «فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عزوجل (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ)» قال : قلت : جعلت فداك قد قرأته.
قال : «فهل عرفت الرجل وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب» قال : قلت أخبرني به قال : «قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر فما يكون ذلك من علم الكتاب» قال : قلت جعلت فداك ما اقل هذا؟ فقال : «يا سدير ما أكثر هذا أن ينسبه الله عزوجل إلى العلم الذي أخبرك به يا سدير فهل وجدت ما قرأت في كتاب الله عزوجل أيضا (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ)» قلت : قرأته جعلت فداك قال : «أفمن عنده علم الكتاب كله أفهم أم من عنده علم الكتاب بعضه» قلت : لا بل من عنده علم الكتاب كله قال : فأومى بيده إلى صدره وقال : «علم الكتاب والله كله عندنا علم الكتاب والله كله عندنا» (٢) وروى هذا الحديث الصفار في (بصائر
__________________
(١) الكافي : ١ / ٢٢٩ ح ٦.
(٢) الكافي : ١ / ٢٥٧ ح ٣.
الدرجات) بتغيير يسير بزيادة ونقصان (١).
الحديث الثالث : علي بن إبراهيم قال : حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «الذي عنده علم من الكتاب هو أمير المؤمنين عليهالسلام» وسئل عن الذي عنده علم من الكتاب أعلم أم من الذي عنده علم الكتاب؟ فقال : «ما كان علم الذي عنده علم من الكتاب عند الذي عنده علم الكتاب إلا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر فقال أمير المؤمنين : ألا ان العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الأرض وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين» (٢).
الحديث الرابع : محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كنت عنده فذكروا سليمان وما اعطى من العلم وما أوتى من الملك فقال لي : «وما أعطى سليمان بن داود إنما كان عنده حرف واحد من الاسم الأعظم وصاحبكم الذي قال الله : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ)» قال : «وكان والله عند علي عليهالسلام علم الكتاب» فقلت : صدقت والله جعلت فداك (٣).
الحديث الخامس : محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن موسى عن الحسن بن موسى الخشاب عن عبد الرّحمن بن كثير الهاشمي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) قال : قال ففرج أبو عبد الله عليهالسلام بين أصابعه فوضعها على صدره ثم قال : «والله عندنا علم الكتاب كله» (٤).
الحديث السادس : محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليهالسلام قال : يقول في قول الله تبارك : «(وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) قال : هو علي بن أبي طالب عليهالسلام» (٥).
الحديث السابع : محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جابر قال : قال أبو جعفر عليهالسلام في هذه الآية (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) قال : «هو علي بن أبي طالب»(٦).
الحديث الثامن : محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين ويعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن بريد بن معاوية قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي
__________________
(١) بصائر الدرجات : ٢١٣ / ٣.
(٢) تفسير القمي : ١ / ٣٦٧.
(٣) بصائر الدرجات : ٢١٢ / ١.
(٤) بصائر الدرجات : ٢١٢ / ٢.
(٥) بصائر الدرجات : ٢١٥ / ١٣.
(٦) بصائر الدرجات : ٢١٥ / ١٤.
وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) قال : «إيانا عنى وعلي أفضلنا وأولنا وخيرنا بعد النبي صلىاللهعليهوآله»(١).
الحديث التاسع : الصفار عن أحمد بن محمد البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن بعض أصحابنا قال : كنت مع أبي جعفر عليهالسلام في المسجد يحدث إذ مر بعض ولد عبد الله بن سلام فقلت : جعلت فداك هذا ابن الذي يقول الناس الذي عنده علم الكتاب؟ فقال : «لا إنما ذلك علي ابن أبي طالب نزلت فيه خمس آيات أحدها (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ)» (٢).
الحديث العاشر : الصفار عن عبد الله بن محمد عن من رواه عن الحسن بن علي بن النعمان عن محمد بن مروان عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عزوجل : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) قال : «نزلت في علي بن أبي طالب إنه عالم هذه الأمة بعد النبي صلىاللهعليهوآله» (٣).
الحديث الحادي عشر : الصفار عن الفضل العلوي قال : حدثني الفضل بن عيسى عن إبراهيم ابن الحكم بن ظهير عن أبيه عن شريك بن عبد الأعلى الثعلبي عن أبي تمام عن سلمان الفارسي عن أمير المؤمنين عليهالسلام في قول الله تبارك وتعالى : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) فقال : «انا هو الذي عنده علم الكتاب وقد صدقه الله وأعطاه الوسيلة في الوصيّة فلا تخلى أمة من وسيلته إليه وإلى الله فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ)» (٤).
الحديث الثاني عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال : حدّثنا محمد ابن يحيى العطار قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن عمرو بن مفلس عن خلف بن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري : قال سألت رسول الله صلىاللهعليهوآله عن قول الله جل ثناؤه : (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ) قال : «ذاك وصي أخي سليمان بن داود» فقلت له : يا رسول الله فقول الله : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) قال : «ذاك أخي علي بن أبي طالب» (٥).
الحديث الثالث عشر : العياشي في تفسيره بإسناده عن بريد بن معاوية العجلي قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) قال : «إيانا عنى وعلي أفضلنا وأولنا وخيرنا بعد النبي صلىاللهعليهوآله» (٦).
__________________
(١) بصائر الدرجات : ٢١٦ / ٢٠.
(٢) بصائر الدرجات : ٢١٤ / ١١.
(٣) بصائر الدرجات : ٢١٦ / ١٨.
(٤) بصائر الدرجات : ٢١٦ / ٢١.
(٥) أمالي الصدوق : ٦٥٩ / ٨٩٢.
(٦) تفسير العياشي : ٢ / ٢٢٠ ح ٧٦.
الحديث الرابع عشر : العياشي عن عبد الله بن عطاء قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : هذا ابن عبد الله ابن سلام يزعم أن أباه الذي يقول الله : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) قال : «كذب هو علي بن أبي طالب» (١).
الحديث الخامس عشر : العياشي عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سألته عن قول الله : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) فقال : «نزلت في علي بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله وفي الأئمة بعده ، وعلي عنده علم الكتاب» (٢).
الحديث السادس عشر : العياشي عن فضيل بن يسار عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) فقال : «نزلت في علي عليهالسلام أنه عالم هذه الامة بعد النبي صلىاللهعليهوآله»(٣).
الحديث السابع عشر : ابن الفارسي في (الروضة) قال : قال الباقر عليهالسلام : «وعلي بن أبي طالب عليهالسلام عنده علم الكتاب الأول والآخر» (٤).
الحديث الثامن عشر : الطبرسي في كتاب (الاحتجاج) روى عن محمد بن أبي عمير عن عبد الله بن الوليد السمان قال : قال لي أبو عبد الله عليهالسلام : «ما يقول الناس في اولي العزم وعن صاحبكم يعني ـ أمير المؤمنين ـ»؟ قال : قلت : ما يقدمون على اولي العزم أحدا فقال : «إن الله تبارك وتعالى قال لموسى : (وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً) ولم يقل : كل شيء موعظة وقال لعيسى عليهالسلام : (وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ) ولم يقل : كل الذي تختلفون فيه وقال : لصاحبكم يعني ـ أمير المؤمنين عليهالسلام ـ (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) فقال الله عزوجل : (وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) وعلم هذا الكتاب عنده»(٥).
__________________
(١) تفسير العياشي : ٢ / ٢٢٠ ح ٧٧.
(٢) تفسير العياشي : ٢ / ٢٢١ ح ٧٨.
(٣) تفسير العياشي : ٢ / ٢٢١ ح ٧٩.
(٤) روضة الواعظين : ١٠٥.
(٥) الاحتجاج : ٢ / ١٣٩.